شهادة مصري عائد من معتقلات الدعم السريع: عاملونا كأننا عناصر مخابرات (فيديو)

قال المواطن المصري العائد من معتقلات الدعم السريع في السودان علي طه عبد الكريم “نشكر الله أن أبقانا على قيد الحياة طوال 22 شهرًا في معتقلات الدعم السريع في السودان“.
وأضاف لبرنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر، السبت “أنا كنت في عداد الموتى منذ تم اعتقالي قبل 22 شهرًا، ولم يكن لديَّ أنا و13 مصريًّا كانوا معي أدنى أمل في العودة إلى ديارنا مرة أخرى”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل لمصر دور في إنهاء الاشتباكات في السودان؟ (فيديو)
مصر تدين اعتداءات “ميليشيا” الدعم السريع في ولاية الجزيرة
مستشار قائد الدعم السريع يهاجم مصر ويطالب بوقف الصادرات السودانية لها
وواصل عبد الكريم “نشكر أجهزة الدولة المعنية التي نسّقت مع قوات الدعم السريع، لا سيما المخابرات المصرية، لإطلاق سراحنا حسب ما أبلغنا الدعم السريع”.
“لم يتم تحريرنا في عملية عسكرية”
وشدَّد على أنهم خرجوا نتيجة جهود المخابرات المصرية، ولم يخرجوا نتيجة سيطرة الجيش السوداني على مقر اعتقالهم، ولم يتم تحريرهم في عملية عسكرية.
وقال “أطلقت قوات الدعم السريع سراحنا عند آخر نقطة ارتكاز لها، وطلبت منّا التقدم نحو منطقة سيطرة الجيش، وبالفعل وصلنا إلى معسكر حطاب، وهناك استقبلنا الجيش السوداني أحسن استقبال، وقدَّموا لنا الرعاية التامة والطعام قبل مغادرتنا إلى مصر“.
وعن ظروف اعتقالهم، قال عبد الكريم “نحن تجار أدوات منزلية في الخرطوم، وكانت لدينا بضائع ضخمة للغاية، وعندما بدأت الحرب قالوا لنا ستنتهي في غضون أيام، وهو ما لم يحدث، وبدأت عمليات الفوضى والسلب والنهب، وعلقنا بين الاشتباكات”.
وواصل “بعد مرور أكثر من شهر، فوجئنا بقوات الدعم السريع تقتحم علينا منزلنا في الصباح الباكر، واقتادتنا إلى السجن بعد أن حققوا معنا، ووجهوا إلينا اتهامات بأننا نتبع المخابرات المصرية، ونتعاون مع الجيش السوداني ضدهم”.
“عاملونا كأننا عناصر مخابرات”
وأضاف عبد الكريم “قدَّمنا لقوات الدعم السريع كل ما يثبت أننا تجار ولا علاقة لنا بالحرب لكنهم أصرّوا على اعتقالنا، وكان عددنا 14 مصريًّا، مات من بينهم 4 بسبب سوء الرعاية الصحية والتكدس وسوء التغذية”.
وأوضح أن قوات الدعم السريع كانت تعاملهم بطريقة جافة وعنيفة باعتبارهم عناصر مخابرات مصرية، ومارست بحقهم التعذيب والاعتداءات البدنية، وكانوا يخدعونهم من آن إلى آخر بالحرب النفسية بأنه سيُطلَق سراحهم، ويطلبون منهم تدوين بياناتهم ثم تمر الشهور دون إطلاقهم، وهكذا أكثر من مرة، حتى جاءت آخر مرة قبل أيام، ولم يصدّقوا حتى عادوا بالفعل إلى بيوتهم.
وأحرز الجيش السوداني في الآونة الأخيرة تقدمًا في العاصمة الخرطوم وولاية سنار الجنوبية الشرقية.
وأجبرت الحرب نحو 10 ملايين شخص على ترك منازلهم، وأدَّت إلى تفشي الجوع وانتشار المجاعة على نطاق واسع.