بينهم كوادر طبية.. مقتل أكثر من 100 مدني بهجوم للدعم السريع على مخيم زمزم (فيديو)

قُتل أكثر من 100 مدني بينهم نساء وأطفال إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في إقليم دارفور، أمس الجمعة.
وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور الدكتور إبراهيم خاطر، في تصريح للجزيرة مباشر، اليوم السبت، إن قوات الدعم السريع ارتكبت “جريمة إبادة جماعية ضد المدنيين في مخيم زمزم للنازحين”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشبكة أطباء السودان: قوات الدعم السريع قتلت 31 شخصًا بينهم أطفال في الصالحة بأم درمان (فيديو)
شبكة أطباء السودان تتهم الدعم السريع بتصفية 74 مدنيا
منسق الشؤون الإنسانية بإقليم دارفور: مدينة الفاشر تحولت إلى معسكر كبير للفارين من جرائم الدعم السريع (فيديو)
“بتصفية جميع الكوادر الطبية بمخيم زمزم”
وأشار المسؤول إلى ما حدث في معسكر زمزم للنازحين القريب من مدينة الفاشر، وقال إن الدعم السريع قام “بتصفية جميع الكوادر الطبية بمخيم زمزم”.
ووصف الوضع في مخيم زمزم للنازحين ومدينة الفاشر بأنه “معقد”، وقال إن المجتمع الدولي يتعامل مع دارفور “كسلعة”.
وفي وقت سابق اليوم، قال حاكم إقليم دارفور (مني أركوي مناوي) إن قوات الدعم السريع “أعدمت 9 أبرياء من منظمة (رليف) الدولية غدرًا في معسكر زمزم بالفاشر”.
كما أعلن (مرصد شمال دارفور لحقوق الإنسان) مقتل 9 أطباء من الكوادر الطبية العاملة في معسكر زمزم، وقال إنهم كانوا خط الدفاع في وجه الجوع والمرض، وواصلوا تقديم العلاج للنازحين رغم القصف والحصار.
الهجوم على المخيم
وقالت تنسيقية مقاومة الفاشر (لجنة شعبية)، في بيان “هاجمت قوات الدعم السريع صباح اليوم (أمس) مخيم زمزم للنازحين، من محورين الجنوبي والشرقي للمخيم وتم التصدي للهجوم”.
وقالت التنسيقية في بيانها إن الهجوم الأول شُنّ تحت غطاء نيران كثيفة، و”استهدف معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي”.
وأشارت إلى أنه “تم التصدي للهجوم وأن المعلومات التي وصلت الآن تفيد بأن هنالك 25 مواطنا استشهدوا اليوم، من بينهم أطفال وكبار ونساء، وعدد من الجرحى والمصابين”.
ووصف شهود عيان مشاهد توغّل مركبات قتالية إلى المخيم تحت غطاء نيران كثيفة، وبحسب التنسيقية “تم التصدّي للهجوم ولا توجد معلومات مؤكدة على حجم الأضرار مع انقطاع شبكات الإنترنت وتوقفها لدواعٍ أمنية”.

“تصفية الكوادر الطبية”
من جانبها اتهمت (شبكة أطباء السودان) قوات الدعم السريع “بتصفية” 10 من الكوادر الطبية في شمال دارفور خلال يومين.
وقالت “قامت قوة تتبع للدعم السريع بتصفية 10 من الكوادر الطبية بينهم مدير مستشفى (أم كدادة) بولاية شمال دارفور و9 آخرين من الكوادر الطبية العاملة بمعسكر زمزم للنازحين عقب الهجوم الذي نفذته الدعم السريع، أمس الجمعة.
وطالبت الشبكة المنظمات الدولية العاملة في المجال للضغط على الدعم السريع لوقف عمليات القتل الممنهج ضد الكوادر الطبية التي تعمل في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد لتطبيب الناس وإنقاذ حياتهم رغم قلة الإمكانيات، وشح المعينات الطبية.
هجمات بالمسيّرات على الفاشر
وهاجمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر نفسها من جهة الشرق والشمال الشرقي “بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات” إضافة إلى إطلاقها “سربًا من المسيّرات الانتحارية” ما أدى إلى مقتل 32 مدنيًا بينهم 4 نساء و10 أطفال، بحسب تنسيقية لجان المقاومة.
وتأتي هذه الهجمات غداة قصف قوات الدعم السريع مخيّم أبو شوك، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيًا وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين.
وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد منذ خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في مارس/آذار الماضي.
“صراع عبثي عنيف”
وفي جنيف، أعلن مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، أنه يخشى “عواقب كارثية” على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث.
وقال “يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك”، وأضاف محذّرًا “على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمّر”.
وتعاني المخيّمات المكتظّة في ضواحي مدينة الفاشر كمخيم زمزم بشكل كبير منذ بداية الحرب، ويعد مخيم زمزم إلى جانب معسكري أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر.
Our teams in #Sudan have been working tirelessly to bring critical food assistance to families impacted by the ongoing humanitarian crisis in North Darfur 👉 So far, we distributed essential food supplies to over 500 households in Al Fasher. pic.twitter.com/KBGabL0iNn
— Relief International (@ReliefIntl) February 4, 2025
تفشّي المجاعة في المخيم
وتفشّت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى 5 مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكّد تقييم تدعمه الأمم المتحدة.
وأدّى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب في أسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان وأن 320 ألفًا يواجهون المجاعة.
والخميس، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب أصبحوا محرومين من الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية.
وندّدت منظمة العفو الدولية، الخميس، في تقرير جديد بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع بشكل واسع النطاق، للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد جنسي.