بعد “تقييم أمني”.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يلغي جولات سياحية داخل سوريا

القوات الإسرائيلية انتهكت اتفاقية فض الاشتباك واحتلت مساحة أكبر في مرتفعا الجولان السورية
قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهكت اتفاقية فض الاشتباك واحتلت مساحة أكبر في مرتفعات الجولان السورية (رويترز)

ألغى جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، “الجولات السياحية” جميعها المخطط لها إلى مناطق حدودية داخل الأراضي السورية، التي كانت مخصصة لمجموعات إسرائيلية مصحوبة بمرشدين وبتراخيص رسمية.

“تقييم للوضع العملياتي”

وأوضح جيش الاحتلال في بيان أن القرار جاء عقب “تقييم للوضع العملياتي”، مشيرًا إلى أن “الدخول إلى طرق عبور السياج الحدودي لن يُسمح به في هذه المرحلة”، في إشارة إلى مناطق تقع بمحاذاة الجولان السوري المحتل.

وبموجب القرار، شملت الإلغاءات 3 مسارات رئيسة هي: نهر الرقاد، وجسر الهامة على ضفاف نهر اليرموك، ونفق سكة حديد الحجاز في منطقة اليرموك، وهي مواقع تخضع للاحتلال الإسرائيلي وتُصنَّف على أنها خارج السياج الحدودي، وفقًا لما نقلته صحيفتا (معاريف) و(يديعوت أحرونوت).

من جهة أخرى، استُثني المسار الرابع الواقع على جبل الشيخ، المطل على الحدود اللبنانية، من قرار الإلغاء، حيث أكّد الجيش أن هذا المسار سيبقى مفتوحًا مؤقتًا في الوقت الراهن.

الجولات الخاصة كان من المقرر إقامتها خلال عطلة “عيد الفصح اليهودي” يومي الاثنين والثلاثاء، إلى منطقة الحدود السورية في الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان.

“السياحة الأمنية”

وأبلغت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام، مستوطنين بعزمها تنظيم جولات سياحية خاصة داخل أراضٍ سورية تقع خارج الشريط الحدودي، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ “السياحة الأمنية” تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.

ووفقًا لصحيفة (هآرتس)، الإسرائيلية فإن الدعوة المفاجئة للجولات صدرت عن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش والفرقة 210، بالتنسيق مع مجلس الجولان الإقليمي.

وتُنظَّم هذه الرحلات للمرة الأولى منذ إعلان قيام ما بات يُعرف بـ”دولة إسرائيل” عام 1948، وتتم بمشاركة مؤسسات استيطانية وسلطة الطبيعة والمتنزهات، وترافقها حماية أمنية مشددة خلال عطلة “عيد الفصح اليهودي”.

خطوة غير مسبوقة

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، كان من المقرّر أن تشمل إحدى الجولات الوصول إلى نقطة مراقبة في جبل دوف، المطل على جنوبي لبنان وسهل البقاع، في حين تقع بعض المناطق الأخرى التي تُنظَّم فيها الجولات ضمن أراضٍ كانت تسيطر عليها قوات نظام الرئيس السوري المخلوع حافظ الأسد قبل الإطاحة به، وأخرى سيطرت عليها إسرائيل لاحقًا.

ووصفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الخطوة بأنها غير مسبوقة منذ “تأسيس إسرائيل”، مؤكدة أن العديد من المواقع التي تُنظَّم فيها الجولات تُعدّ مناطق عسكرية مغلقة.

من جانبها وصفت وسائل إعلام سورية الخطوة بأنها “استفزاز وتثير مخاوف من أهداف توسعية إسرائيلية تحت غطاء أنشطة سياحية”.

ويأتي قرار الإلغاء وسط توتّرات أمنية متصاعدة في المنطقة رغم عدم الإعلان عن تهديد محدد حتى اللحظة.

وفي 3 إبريل/نيسان الجاري، استُشهد 9 مدنيين سوريين وأصيب آخرون إثر هجوم لقوات الاحتلال الإسرائيلية على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا جنوب سوريا.

وذكرت وسائل أعلام سورية آنذاك أن أهالي من درعا اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من سد الجبيلية.

وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة مرتفعات الجولان، وقد استغلت مرحلة انهيار النظام السابق للتوغل خارج المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وصولًا إلى مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، متجاوزة بذلك الخطوط المتفق عليها مع سوريا سابقًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحافة إسرائيلية

إعلان