بلدية غزة: حدة التعطيش تزداد مع استمرار تعطل خط مياه “ميكروت” الرئيس

تحذير من كارثة إنسانية وبيئية كبرى

أكدت بلدية غزة أن استمرار تعطل خط مياه “ميكروت” نتيجة الأضرار التي لحقت به شرق حي الشجاعية شمالي القطاع، يفاقم أزمة المياه ويزيد من حدة العطش الذي تعاني منه المدينة.

وقالت في بيان اليوم السبت، إنه من المتوقع إنجاز أعمال إصلاح الخط خلال 24 ساعة، في حال سُمح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر.

وقال الإعلام الحكومي بغزة، إن الاحتلال يحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء، وأضاف في بيان صحفي، أن “الاحتلال الإسرائيلي، يواصل جريمة التعطيش الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة”.

تحذيرات محلية ودولية من أزمة المياه في قطاع غزة (الفرنسية)

الخط تعرض لأضرار جسيمة

وبيّنت البلدية أن الخط تعرض لأضرار جسيمة في نهاية شارع المنطار، قرب شارع الكرامة، نتيجة توغل قوات الاحتلال، ما أدى إلى توقف تدفق المياه إلى المدينة.

وأكدت أن الخط يزود مدينة غزة حاليًا بنحو 70% من احتياجاتها المائية، ويُعد المصدر الرئيس للمياه بعد تضرر نحو 63 بئرًا، وتدمير محطة التحلية المركزية شمال غرب المدينة، إلى جانب النقص الحاد في كميات الوقود اللازمة لتشغيل الآبار، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

يُذكر أن خط “ميكروت” كان يغذي المدينة بنحو 20% فقط من احتياجاتها قبل العدوان، إلا أن تدمير مرافق المياه ومحطات التحلية والآبار أدى إلى زيادة الاعتماد عليه، ما يجعل استمرار تعطله سببًا رئيسًا في تفاقم أزمة المياه.

وفي وقت سابق، قال حسني مهنا المتحدث باسم بلدية غزة “الوضع صعب جدا والأمور تزداد تعقيدا وخاصة فيما يتعلق بالحياة اليومية للسكان نظرا لحاجتهم إلى المياه في الاستخدامات اليومية”.

وأضاف “نحن الآن نعيش أزمة عطش حقيقية في مدينة غزة، وقد نكون أيضا أمام واقع صعب خلال الأيام القادمة في حال استمر الوضع على ما هو عليه”.

“جريمة التعطيش الممنهجة”

من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال بأنه يحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء، وقال في بيان “الاحتلال الإسرائيلي يواصل جريمة التعطيش الممنهجة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة ويحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء”.

وكرّر التحذير من كارثة إنسانية وبيئية كبرى باتت تتهدد قطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، الذي يتعرض للإبادة منذ أكثر من 550 يومًا بشكل متواصل، وأكد أن تعمد الاحتلال حرمان السكان من المياه يشكل جريمة حرب.

ودعت حكومة غزة، المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تأكيد إعلان غزة منطقة منكوبة بيئيًا، والضغط لفتح المعابر فورًا، وتأمين إمدادات المياه والصرف الصحي.

استهداف البنية التحتية

وقال البيان إن الاحتلال يواصل تعمّده حرمان السكان من الحد الأدنى من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة، عبر استهداف البنية التحتية بشكل ممنهج ووقف خطوط الإمداد وتدمير محطات وآبار المياه وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.

وأشار إلى أن الاحتلال عطّل عمدًا خطيّ مياه “ميكروت” شرق مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى، وكانا يوفّران أكثر من 35 ألف متر مكعب من المياه يوميًا لأكثر من 700 ألف مواطن.

كما أوقف خط الكهرباء الذي يغذّي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، مما أدى لتوقّفها الكامل عن إنتاج المياه المحلّاة، وعرّض حياة نحو 800 ألف مواطن في محافظتي الوسطى وخان يونس لخطر العطش الشديد.

أطفال يحاولون تدبير مياه الشرب وسط الأزمة التي يعاني منها قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية (رويترز)

تدمير أكثر من 90% من بنية قطاع المياه

وقال المكتب “في سياق هذه السياسة الممنهجة، قامت قوات الاحتلال بتدمير أكثر من 90% من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهداف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية”.

كما قام بمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية، وسط استمرار انقطاع الكهرباء، وقصف خزانات المياه ومحطات التحلية وآبار المياه بشكل متعمد، وتحويل المياه إلى سلاح حرب وجريمة قتل جماعي بطيء.

تسجيل آلاف الحالات المرضية

وقال البيان سجلت الطواقم والجهات الحكومية المختصة لدينا في قطاع غزة حتى اللحظة أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، بينها حالات إسهال والمرض المعوي الالتهابي الحاد “الزُّحار” والتهاب الكبد الوبائي (أ)، إضافة إلى وفاة أكثر من 50 مواطنًا غالبيتهم أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.

ودعا المكتب، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال جديدة بحق قادة الاحتلال الذين يواصلون استخدام المياه كسلاح إبادة جماعية في قطاع غزة، وعلى رأسهم وزير الحرب الإسرائيلي الحالي والسابق.

وتحول معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى نازحين داخليا بسبب الحرب، وأصبحوا يضطرون إلى قطع مسافات يوميا سيرا على الأقدام من أجل ملء أوعية بلاستيكية بالمياه من الآبار القليلة التي لا تزال تعمل في المناطق الأبعد رغم أن هذه الآبار لا تضمن توفير إمدادات نظيفة.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان