ميدل إيست آي: اختفاء شركة من سجل مصالح النواب البريطانيين بسبب “7 أكتوبر”

اللورد جوناثان ميندلسون، رئيس مجموعة "أصدقاء إسرائيل" في حزب العمال البريطاني سابقًا (ميدل إيست آي)

في تطور مفاجئ، اختفت شركة (Cedar soak Ltd) من سجل مصالح اللورد “جوناثان ميندلسون”، رئيس مجموعة “أصدقاء إسرائيل” في حزب العمّال البريطاني سابقًا، وذلك بعد أيام من تقديم شكوى ضدها إلى هيئة مراقبة المعايير البرلمانية.

وتعد شركة “سيدار سوك” ممولًا رئيسًا لتقرير نشرته المجموعة البرلمانية البريطانية-الإسرائيلية (APPG) في 18 مارس/آذار الماضي، يزعم أنه “يوثّق حقائق هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى) بدقة ووضوح”.

إسرائيل أشادت بالتقرير

ورغم أن التقرير يعد غير رسمي ولم يتم اعتماده من قبل أي من مجلسي البرلمان أو لجانهما، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشاد به ووصفه بـ”المستقل والصادق بشدة”.

وعند إطلاق التقرير، قالت السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفيلي، للورد روبرتس، المؤرخ والنائب الذي ترأس التقرير، إنه مرجع تاريخي سيساعد في تذكير الجميع بأسباب القتال الإسرائيلي في غزة، وأضافت “هذا التقرير هو دليل مهم جدًا لإيقاف التشويه التاريخي وكل هذه الأخبار الزائفة الرهيبة التي تشوّه الحقيقة”.

وبعد نشر التقرير، قدّم الناشط غاري سبيدينغ شكوى إلى مفوّض البرلمان للمعايير، مطالبًا بفتح تحقيق حول سبب عدم ذكر مجموعة البرلمانيين لمساهمات “سيدار سوك” المالية في السجل الأخير للمجموعة البرلمانية، الذي نُشر في فبراير/شباط.

وأشار سبيدينغ، في مراسلات اطلع عليها موقع (ميدل إيست آي) البريطاني، إلى أنه كان يجب تضمين دعم “سيدار سوك” للتقرير، الذي بدأ العمل عليه في يناير/كانون الثاني 2024، بالإضافة إلى تمويل الرحلات إلى إسرائيل التي قام بها الباحثون والكتّاب الذين عملوا على التقرير.

في السابع من أكتوبر 2023 هاجمت القسام عبر عملية سمتها طوفان الأقصى11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة محاذية لقطاع غزة
في السابع من أكتوبر 2023 هاجمت القسام عبر عملية سمتها طوفان الأقصى 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة محاذية لقطاع غزة (غيتي – أرشيفية)

التحقيق في تمويل “سيدار سوك”

كما طلب سبيدينغ من المفوّض التحقيق في كيفية تمويل “سيدار سوك”، وما إذا كانت قد تلقّت دعمًا من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

ففي عام 2023، تم حظر الحكومات الأجنبية من تمويل أمانات المجموعات البرلمانية بشكل مباشر أو غير مباشر، ومع ذلك أظهرت سجلّات المجموعات البرلمانية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت قد قدّمت دعمًا ماليًا مع “سيدار سوك” للمجموعة البرلمانية حول المملكة المتحدة وإسرائيل في السابق.

الاختفاء المفاجئ للشركة من سجل المصالح

وبعد مدة قصيرة من تقديم شكوى سبيدينغ، اختفت “سيدار سوك” من سجل المصالح على صفحة اللورد مندلسون، كما اختفت تفاصيل متعلقة بموظفته تاليا إنغلباي، التي كانت قد سافرت إلى إسرائيل مرتين في مارس وفبراير 2024 بتمويل كامل من الشركة، وهي تفاصيل كان سبيدينغ قد التقط صورًا لها أيضًا.

ولم يردّ اللورد مندلسون وإنغلباي على طلبات التعليق بشأن سبب تغيير الصفحة، ولماذا لم يتم تسجيل تمويل “سيدار سوك” في السجل الأخير للمجموعة البرلمانية؟ وما إذا كانت قد تلقّت تمويلًا من وزارة الخارجية الإسرائيلية؟

كما لم يردّ رئيس المجموعة البرلمانية، النائب المحافظ بوب بلاكمان، على طلب التعليق.

وأبلغ مكتب مفوض المعايير سبيدينغ، بأنه لن يتم النظر في قلقه بشأن عدم إدراج “سيدار سوك” في السجل البرلماني، حيث فشل في تقديم دليل على أن “الحد الأدنى القابل للتسجيل” قد تم تحقيقه.

انتقادات لآلية التحقيقات البرلمانية

وفي تعليقه على الوضع، قال سبيدينغ “من غير المعقول أن الدفاع عن عدم اتخاذ أي إجراء، هو أنني لم أتمكّن من إثبات أن الحد الأدنى القابل للتسجيل قد تم تحقيقه. جميع الأدلّة متاحة للجمهور”، وأضاف “من الواضح أن النظام مصممّ للحماية بدلًا من التدقيق”.

وأخبر سبيدينغ (ميدل إيست آي) أنه طلب الآن مراجعة لعمليات اتخاذ القرار والاستنتاجات في مكتب مفوّض المعايير.

المصدر : ميدل إيست آي

إعلان