“الوضع لا يمكن وصفه”.. جريح مقعد يرفض مغادرة المستشفى المعمداني رغم قصف الاحتلال (فيديو)

بينما أُصيب العديد من المرضى والمواطنين الفلسطينيين الموجودين في المستشفى الأهلي “المعمداني”، فجر الأحد، بحالة من الذعر الشديد جراء القصف الإسرائيلي لمرافق رئيسية، رفض الجريح محمد أبو ناصر مغادرة المستشفى، حتى لو كانت حياته ثمنًا لهذا القرار.
قال أبو ناصر الذي لا يقوى على المشي بسبب إصابات بالغة في قدميه جراء قصف إسرائيلي سابق إنه “فوجئ مثل جميع المرضى والمصابين بالمستشفى المعمداني بقرار إخلاء المستشفى تمهيدًا لقصفه، وأوضح أن ذلك تسبب بحالة من الذعر لكل الموجودين”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجيش الاحتلال يقصف المستشفى المعمداني وسط غزة ويخرجه عن الخدمة (فيديو)
استشهاد مدير مركز شرطة غرب خان يونس المقدَّم محمد الدرباشي (فيديو)
أقدم مستشفيات غزة.. ماذا نعرف عن المستشفى المعمداني؟
وأضاف “اضطررت مع العشرات من المرضى إلى الاحتماء بأحد غرف قسم الجراحة”، مشيرًا إلى أنهم عاشوا لحظات من الرعب والخوف وكأنهم كانوا محكومين بالإعدام وفي انتظار تنفيذ الحكم.
وفجر الأحد، استهدفت الطائرات الحربية لجيش الاحتلال المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة وعدم قدرته على استقبال جرحى الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
واستهدف الاحتلال بصاروخين مبنى الاستقبال في المستشفى، مما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار بالغة واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
وتابع أبو ناصر “الوضع مؤلم للغاية وصعب جدًا، المستشفى قصف بشكل مفاجئ، ولم يتمكن جميع المصابين والمرضى من الإخلاء”، لافتًا إلى أن جميع من في قسم الجراحة كانوا ينطقون الشهادة استعدادًا للموت.
وأردف قائلًا “لم نكن نعرف أيًا من المباني سيتعرض للقصف، بعض المرضى تم إلقاؤهم في الخارج على أسرة المستشفى، الوضع لا يمكن وصفه”.
وعن إصراره على البقاء في المستشفى، أكد أبو ناصر رفضه الخروج من المعمداني إلى أي مكان آخر في ظل عدم وجود أي مكان آمن بالقطاع، قائلًا: “أتوقع الموت حال تم قصف المستشفى بأي لحظة، الحماية نأخذها من الله”.
وكان المستشفى قد شهد واحدة من أبشع مجازر جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه له في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلال وجود المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 فلسطينيًا وإصابة مئات آخرين.
ويقع المستشفى على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي ألحقه جيش الاحتلال بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرًا.