ماكرون يدعو لنزع سلاح حماس وإقصائها وإصلاح السلطة الفلسطينية.. وأبو مازن يعلن الاستعداد لتسلّم غزة

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن إلى “استبعاد” حركة المقاومة الإسلامية حماس من قطاع غزة و”إصلاح” السلطة الفلسطينية، من أجل “التقدّم نحو حل سياسي قائم على دولتين” فلسطينية وإسرائيلية.
وقال ماكرون، اليوم الاثنين، في منشور على منصة إكس بعد محادثة هاتفية مع عباس: “من الضروري بناء إطار لليوم التالي (للحرب): نزع سلاح حماس وإقصاؤها، وتحديد نظام حكم ذو مصداقية، وإصلاح السلطة الفلسطينية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsماكرون: فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في هذا الوقت
في عيد الفصح اليهودي.. مستوطن يحاول إدخال “قربان” إلى المسجد الأقصى (فيديو)
قدمنا مقترحات لترامب.. ماكرون من العريش: غزة هي “مليونا شخص تحت الحصار” وليست “مشروعا عقاريا” (فيديو)
من ناحية أخرى، ناقش عباس وماكرون “ضرورة وقف إطلاق النار، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وقالت (وفا) إن الرئيسين أكدا على “رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وشدد الرئيسان على “أهمية تنفيذ الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في ظل وجود الفلسطينيين على أرضهم والذهاب إلى تنفيذ حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية”، بحسب الوكالة الفلسطينية.
في السياق، أكد ماكرون أن فرنسا مستنفرة بالكامل “لتأمين الإفراج عن جميع الرهائن (الأسرى) وعودة وقف إطلاق نار مستدام ووصول فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة”.
تحدثتُ للتو مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
فرنسا تعبّر عن تعبئتها الكاملة من أجل الإفراج عن جميع الرهائن، وعودة وقف إطلاق نار دائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى غزة.…
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 14, 2025
مستعدون لتولي المسؤولية في غزة
بدوره، شكر عباس الرئيس ماكرون على “موقف فرنسا الرافض للتهجير، والداعي إلى وقف إطلاق النار وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم، وتحقيق السلام وفق حل الدولتين”.
كما شكره على مشاركة بلاده مع السعودية بتنظيم المؤتمر الدولي للسلام، وأهمية الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
في سياق آخر، أكد عباس على “ضرورة وقف الاستيطان ومخططات الضم والاعتداء على المقدسات التي تقوض حل الدولتين وفرص صنع السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.
ووضع عباس بحسب وفا، الرئيس ماكرون في صورة الخطة الفلسطينية للإصلاح الشامل.
وفي هذا الإطار، أكد عباس لماكرون “ضرورة تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية في قطاع غزة، بما في ذلك المسؤولية الأمنية في ظل التزام جميع الفصائل الفلسطينية ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي والتزاماتها الدولية، والشرعية الدولية، والنظام الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد”.
هجوم إسرائيلي على ماكرون
وتأتي المحادثة غداة انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموقف ماكرون من القضية الفلسطينية، بعدما ألمح الرئيس الفرنسي الى أن باريس قد تعترف بدولة فلسطينية، في يونيو/حزيران المقبل، خلال مؤتمر سترأسه فرنسا بالاشتراك مع السعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، واضعا ذلك في إطار تحرّك متبادل لاعتراف بلدان عربية بإسرائيل.
ورأى نتنياهو أن تصريحات ماكرون جعلته يرتكب “خطأ جسيما” بترويجه لفكرة دولة فلسطينية.
وأتى كلام نتنياهو بعدما علق نجله يائير على تصريحات ماكرون بشكل لاذع بقوله “تبا لك!”.
بعد إعرابه عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية.. يائير #نتنياهو يشتم #ماكرون ويشن هجوما لاذعا على النفوذ الفرنسي في إفريقيا#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/11peCvl7Qe
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 13, 2025
وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، موجة من الاحتجاجات في صفوف اليمين واليمين المتطرف في فرنسا ما دفعه إلى نشر توضيح عبر حسابه على إكس، الجمعة.
وفي هذا الصدد، قال ماكرون “أنا أدعم الحق المشروع للفلسطينيين في دولة وفي السلام، كما أدعم حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان، وأن يعترف جيرانهما بهما كدولتين”.
وأضاف “أبذل كل ما بوسعي مع شركائنا للوصول إلى هذا الهدف من السلام. نحن بحاجة حقيقية إليه”.
إطلاق سلسلة اعترافات بدولة فلسطينية وإسرائيل
وفي وقت سابق الاثنين، أكد ماكرون رغبته في إطلاق “سلسلة اعترافات” بدولة فلسطينية وإسرائيل، وقال خلال زيارته معرضا مخصصا لغزة في معهد العالم العربي: “ما نريد أن نطلقه هو سلسلة من الاعترافات الأخرى (بالدولة الفلسطينية) وأيضا اعتراف بإسرائيل من قبل الدول التي لا تفعل ذلك حاليا”، مضيفا أنه سيناقش هذا الموضوع مع نتنياهو.
والأربعاء الماضي، قال ماكرون عقب زيارته مصر “يتعين علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بفلسطين)، ويمكننا أن نصل إلى ذلك في الأشهر المقبلة”.
وأضاف أن هذا الاعتراف قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين، في يونيو المقبل.
ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية، زاد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ودعم حصولها على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من وضعها الراهن دولة مراقب غير عضو.
وفي مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وتبعتها سلوفينيا وأرمينيا في الشهر التالي، ما رفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.