صفحة جديدة بين البلدين.. ماذا دار في لقاء الشرع مع رئيس الوزراء اللبناني؟

الرئيس السوري أحمد الشرع (يمين) ورئيس الوزراء اللبناني الزائر نواف سلام
الرئيس السوري أحمد الشرع (يمين) ورئيس الوزراء اللبناني الزائر نواف سلام (غيتي)

قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الاثنين، إن زيارته إلى الجارة سوريا من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة.

تصريح سلام جاء في ختام زيارته إلى العاصمة دمشق على رأس وفد وزاري ضم وزراء الخارجية يوسف رجي والدفاع ميشال منسى والداخلية أحمد الحجار، حيث التقى الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وفق بيان لرئاسة مجلس وزراء لبنان.

وفي تدوينة له على منصة إكس، أشار سلام إلى أن “هذه الزيارة من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة، وحسن الجوار، والحفاظ على سيادة بلدينا، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، لأن قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين”.

ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما الى تمتين العلاقات الثنائية، بعدما شابتها إشكاليات عدة، لا سيما منذ تدخل حزب الله العسكري في النزاع السوري دعما لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

رئيس الحكومة اللبنانية يصل دمشق ويلتقي الشرع
رئيس الحكومة اللبنانية يصل دمشق ويلتقي الشرع (غيتي)

ترسيم الحدود

وأوضح سلام أنه بحث مع الشرع والمسؤولين السوريين محاور عدة، منها ضبط الحدود والمعابر، ومنع التهريب، وصولا إلى ترسيم الحدود برا وبحرا. وذلك بعد أسابيع من اتفاق البلدين على وقف لإطلاق النار أنهى اشتباكات عبر الحدود.

وكانت أحدث جولة من الاشتباكات في مارس/آذار، عندما تبادلت القوات السورية إطلاق النار مع جنود لبنانيين وجماعات مسلحة في شمال شرق لبنان. واتهمت سوريا “حزب الله” بدخول الأراضي
السورية وخطف 3 من أفراد الجيش السوري وقتلهم.

ولفت إلى أن موضوع الترسيم كان قد انطلق في لقاء جدة بين وزيري دفاع البلدين برعاية مشكورة من السعودية، وكان هناك تشديد من الطرفين على تعزيز التنسيق الأمني، بما يحفظ استقرار البلدين.

وفي 28 مارس الماضي، وقع وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة واللبناني ميشال منسي خلال لقاء بالسعودية، اتفاقا أكد الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.

وأضاف سلام في تدوينته “تطرقنا إلى تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى أراضيهم ومنازلهم بمساعدة الأمم المتحدة، والدول الشقيقة والصديقة”.

ملف المعتقلين

وأشار رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن “الوفد اللبناني بحث مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، بالإضافة إلى مطالبة السلطات السورية بالمساعدة في ملفات قضائية عدة، وتسليم المطلوبين للعدالة في لبنان، أبرزها تفجير مسجدَي التقوى والسلام، وبعض الجرائم التي يُتهم بها نظام الأسد”. كما جرى بحث ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.

ويقول لبنان إن أكثر من 700 لبناني جرى احتجازهم في السجون السورية بسبب النفوذ السوري في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية من عام 1975 إلى عام 1990.

وزيرا الدفاع اللبناني ميشال منسى (يمين) والسوري مرهف أبو قصرة (وكالات)

وعلى الصعيد الاقتصادي، جرى بحث التعاون في المجالات المختلفة، وفتح خطوط التجارة والترانزيت، واستجرار النفط والغاز، والنظر في خطوط الطيران المدني، حسب تدوينة نواف سلام.

وفي هذا الصدد، ناقش الجانبان الاتفاقيات بين البلدين، التي ينبغي إعادة النظر فيها، من ضمنها المجلس الأعلى اللبناني السوري.

وأفاد سلام بأنه جرى “الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك على أن يُستكمل البحث في ملفات أخرى من قبل وزارات الاقتصاد، والأشغال العامة والنقل، والشؤون الاجتماعية، والطاقة”.

وأشار سلام إلى “أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، ورفع العقوبات عنها، بما يسمح بالنهوض بالاقتصاد السوري، ويفتح الطريق أمام الاستثمارات وإعادة الإعمار، ولما في ذلك أيضا من منافع يستفيد منها لبنان، وخصوصا ما يتصل بالعمل على إعادة اللاجئين، وتسهيل عمليات التصدير اللبنانية برا، واستجرار الطاقة”.

ووجَّه سلام دعوة للشرع ولوزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان، وفق البيان.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان