قرار من الإدارة الأمريكية بشأن تمويل جامعة هارفارد بعد رفضها شروط ترامب

أعلنت وزارة التعليم الأمريكية، أمس الاثنين، تجميد تمويل اتحادي لجامعة هارفارد يُقدّر بأكثر من 2.2 مليار دولار، وذلك بعد ساعات من رفض الجامعة لمطالب الرئيس دونالد ترامب بإجراء تغييرات جذرية في سياساتها المتعلقة بالتنوع والتمييز الإيجابي.
وأشارت الحكومة الفدرالية إلى أن نحو 9 مليارات دولار من إجمالي المنح والعقود قد تكون مهدّدة إذا لم تلتزم هارفارد بالمطالب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد وقف الأمير هاري وزوجته تمويل منظمتها.. رئيسة تحالف النساء المسلمات تكشف الأسباب (فيديو)
“معجزة عسكرية”.. أبو عبيدة: مجاهدونا ينفذون كمائن محكمة ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة
القسام تعلن قنص 4 من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي شرق بيت حانون
وجاء في بيان صادر عن فرقة العمل لمكافحة معاداة السامية بالوزارة، أن القرار يشمل تجميد 2.2 مليار دولار من المنح الممتدة لعدة سنوات، و60 مليون دولار من قيمة العقود المبرمة مع الجامعة.
وتمثّل هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في المواجهة المتواصلة بين إدارة ترامب والمؤسسات الأكاديمية، حيث تتهم الإدارة الجامعات الأمريكية بالخضوع لتأثيرات “اليسار المتطرف”.
وكانت إدارة ترامب قد كثّفت من ضغوطها على الجامعات، مجمّدة تمويلات بمئات الملايين من الدولارات، واتهمتها بالفشل في مواجهة “معاداة السامية” داخل الحرم الجامعي.
ترحيل طلاب أجانب وإلغاء تأشيرات
وفي سياق متصل، بدأت السلطات الأمريكية إجراءات ترحيل لعدد من الطلاب الأجانب الذين شاركوا في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، كما تم إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الآخرين، مما أثار مخاوف واسعة بشأن الحريات الأكاديمية وحرية التعبير في الجامعات الأمريكية.
ورفضت جامعة هارفارد، أمس، شروط إدارة ترامب مقابل استمرار التمويل الاتحادي، وعلى رأسها إلغاء برامج التنّوع، معتبرة أن هذه المطالب تمس جوهر الحرية الأكاديمية والفكرية.
وقال رئيس الجامعة آلان غاربر، في رسالة عامة “المطالب التي قدّمتها وزارة التعليم تهدف إلى منح الحكومة الفدرالية سيطرة مباشرة على مجتمع هارفارد، وهي تهديد مباشر لقيم الجامعة كمؤسسة مستقلة تهدف إلى إنتاج المعرفة ونشرها”.
وأضاف غاربر “لا ينبغي لأي حكومة أن تملي على الجامعات المستقلة ما يمكن تدريسه، أو من يمكن توظيفه أو قبوله، أو مجالات البحث التي يمكن متابعتها”.

ويأتي هذا التصعيد في أعقاب احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين العام الماضي في عدة جامعات أمريكية، اندلعت في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة عام 2023، وما تبعها من عدوان إسرائيلي واسع على القطاع.
البيت الأبيض: لن نموّل التمييز والعنف
من جهته، قال المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض هاريسون فيلدز، في بيان إن ترامب “يعمل على جعل التعليم العالي عظيمًا مرة أخرى من خلال إنهاء معاداة السامية غير المنضبطة، وضمان عدم استخدام أموال دافعي الضرائب الفدراليين في تمويل التمييز العنصري أو العنف القائم على دوافع عنصرية”.
وفي رسالة رسمية، الجمعة، أكّدت وزارة التعليم أن جامعة هارفارد “لم تفِ بشروط الحقوق المدنية والفكرية التي تبرر استمرار الاستثمار الاتحادي”.
وشملت المطالب الحكومية أن تلتزم الجامعة، بحلول أغسطس/آب المقبل، بتعيين أعضاء هيئة التدريس وقبول الطلاب بناءً على الجدارة فقط، دون أي تفضيلات عرقية أو قومية أو لونية.
كما طُلب منها فحص الطلاب الدوليين لضمان توافقهم مع “القيم الأمريكية”، وإبلاغ سلطات الهجرة الفدرالية أيّ انتهاكات لقواعد السلوك.