توالي العرائض المطالبة بوقف الحرب.. جيش الاحتلال متخوف من تصدُّع داخلي ورئيس الأركان يحذر الجنود (فيديو)

عقب توالي العرائض المطالبة بوقف الحرب على غزة، زامير يقول إن الجيش لن يسمح للخلافات بالتغلغل في صفوفه
عقب توالي العرائض المطالبة بوقف الحرب على غزة، زامير يقول إن الجيش لن يسمح للخلافات بالتغلغل في صفوفه

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن الجيش قرر إجراء مناقشات مع المُوقعين على العرائض الداعية إلى وقف الحرب وإجراء صفقة لتبادل الأسرى مع فصائل المقاومة في قطاع غزة دفعة واحدة.

وتوالت في إسرائيل حملات توقيع عرائض تطالب بإعادة الأسرى من غزة ولو على حساب وقف الحرب، إذ بدأها عسكريون بسلاح الجو، وانضم إليهم آخرون من وحدات المدرعات والبحرية والسيبرانية والاستخبارات العسكرية.

وقالت يديعوت أحرونوت إن “الجيش لم يصدر بعد قرارًا بإعفاء المطالبين بوقف الحرب من الخدمة خشية التصادم مع قوات الاحتياط، خاصة في ظل الحرب المعقدة الجارية في غزة”.

وأضافت “الجيش يلحظ التصدع الداخلي ويخشى من توسُّعه وتحوُّله إلى احتجاجات”، مؤكدة أن هناك محاولات لاحتواء التصدع وتقليل الأضرار.

وبحسب صحيفة هآرتس، وقّع نحو 250 عسكريًّا حاليين وسابقين من وحدة الكوماندوز البحرية النخبوية (شايتيت) التابعة للجيش، الثلاثاء، رسالة “تدعم إنهاء الأعمال العدائية في غزة في إطار صفقة أسرى”.

من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن خريجين من وحدات السايبر الهجومية وأعضاءً سابقين في قسم العمليات الخاصة في مديرية الاستخبارات العسكرية، أصدروا رسائل قالوا فيها “كيف يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يقرر مصير المختطفين؟”.

وقالت يديعوت أحرونوت “نشر نحو 200 فرد من عائلات المختطفين وعائلات أخرى، بينهم ناجون من الأسر، رسالة دعم للاحتياطيين والمدنيين، طالبوا فيها بوقف الحرب وإعادة المختطفين”.

وأضافت “في رسالتهم، أكدوا دعم رسالة الطيارين والرسائل الإضافية التي تحمل المطلب نفسه، وشكروا كل من وجَّه النداء ذاته، مطالبين بإعادة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير”.

ومنذ 10 إبريل/نيسان الجاري، تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى، من عسكريين بالجيش وأكاديميين ومسؤولي أجهزة أمنية، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة، ومتقاعدين، وقادة سابقين بارزة مثل رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك.

لا يحق للجنود التعبير عن آرائهم عندما يكونون بالخدمة

في السياق، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إنه ليس من حق الجنود التعبير عن آرائهم عندما يكونون في الخدمة، وذلك في تصريحات أدلى بها أمام قوة من جنود الاحتياط الإسرائيليين المنتشرين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة شمالي القطاع، وفق بيان للجيش نشره على حسابه بمنصة إكس.

وبحسب البيان “صدَّق رئيس الأركان خلال جولته على الخطط العملياتية لمواصلة القتال دفاعيًّا وهجوميًّا”.

وقال زامير لدى لقائه جنود الاحتياط من اللواء 16 المتوغلين بالمنطقة “سيواصل الجيش العمل رسميًّا، ولن يسمح للخلافات بالتغلغل في صفوفه”.

وأضاف “من حق جنود الاحتياط التعبير عن آرائهم عندما لا يكونون في خدمة احتياط فعالة (أي) كمدنيين في أي قضية وبطريقة ديمقراطية”، مشيرًا إلى أن “هناك ما يكفي من الطرق والأماكن للاحتجاج المدني”.

وتابع زامير “محاولة جر الجيش الإسرائيلي بما في ذلك التحدث كمجموعة باسم وحدة عسكرية أمر مرفوض ولن نسمح به”.

وأردف “الجيش الإسرائيلي منخرط في حرب متعددة الجبهات”، زاعمًا أنه “ينطلق فقط من دوافع مهنية وموضوعية، وهدفه من القتال في غزة في المقام الأول حماية الدولة واستعادة المختطفين وهزيمة حماس“.

العراض تتوالى ونتنياهو يتوعد

ومنذ الخميس، تصاعد الاحتجاج داخل جيش الاحتلال، ووقع آلاف من العسكريين في الاحتياط بما شمل طيارين وجنود في قوات المشاة والاستخبارات العسكرية والمدرعات والمظلات والقوات البحرية والخاصة، وغيرها، على عرائض تدعو إلى وقف الحرب كسبيل وحيد لإعادة الأسرى بغزة.

وكان أول من بادر بتوقيع مثل هذه العريضة نحو ألف من العسكريين الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي بينهم طيارون في الخدمة الفعلية.

وكان نتنياهو قد سعى لوصف هذا التحرك بأنه رفض للخدمة بالجيش الإسرائيلي لكن الموقعين سارعوا لنفي ذلك.

وتوعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض من جنود الاحتياط، معتبرين أنها تقوي الأعداء في زمن الحرب، ناعتين إياها بـالتمرد والعصيان.

وكانت إسرائيل جندت نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة بالحرب منذ شنها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان