أشكال متعددة من الاستيلاء على الأراضي.. شبح “الاستيطان الرعوي” يتمدد شمال رام الله (فيديو)

أشكال جديدة من الاستيطان بدأت تتشكل بوتيرة متسارعة في الضفة الغربية المحتلة، وخصوصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لم تعد القرى الفلسطينية في مأمن من التوسع الاستيطاني الذي يلتهم الجبال والأراضي الزراعية، تحت أسماء متعددة، أبرزها “الاستيطان الرعوي”.
“حرب وجود”
وفي بلدة كوبر شمال رام الله، يشكو فهد أبو الحاج من إقامة مستوطنة “نحلئيل” بالقرب من بلدته، واصفًا إياها بأنها “تغتصب نحو 2800 دونم من أراضي المواطنين”. وأشار إلى أن الاستيطان أصبح يهدد الوجود الفلسطيني برمته، مؤكدًا أن ما يجري هو “حرب وجود بين الفلسطيني واليهودي في فلسطين“، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أنصار الله” تعلن الهجوم بطائرتين مسيَّرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان (فيديو)
حماس تطالب الدول العربية والإسلامية بتجاوز حالة الصمت والتحرك لوقف المجاعة في غزة
القسام تنشر مشاهد لقنص 4 من ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ببندقية “الغول” في بيت حانون (فيديو)
وفي حديثه للجزيرة مباشر طالب أبو الحاج المجتمع الفلسطيني والدولي بالتصدي لهذا التمدّد الاستيطاني الذي يسعى لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وأوضح أن بلدة كوبر، مثل باقي القرى الفلسطينية، تعاني من هجمات المستوطنين ومحاولاتهم المستمرة للاستيلاء على الأراضي.
“من دحر البؤرة الأولى قادر على دحر الثانية”
بدوره تحدث إباء البرغوثي، أحد أبناء بلدة كوبر، عن محاولات متكررة لإقامة بؤر استيطانية في البلدة. وقال للجزيرة مباشر “قبل شهرين من السابع من أكتوبر (2023)، حاول المستوطنون إقامة بؤرة استيطانية في منطقة الباطن، لكن شباب البلدة تصدوا لهم خلال أسبوع وأزالوا مقتنياتهم بالكامل”.
وأضاف البرغوثي أن المستوطنين عادوا بعد السابع من أكتوبر، وهذه المرة أقاموا بؤرة جديدة في منطقة الدعك، وهي أرض تعود ملكيتها لعدد من أهالي البلدة، من بينهم عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي.
وأكد أن أهالي كوبر لن يسمحوا ببقاء هذه البؤرة، مشددًا على أن “من دحر البؤرة الأولى قادر على دحر الثانية”.
ارتفاع وتيرة الاستيطان
من جانبه، أشار الناشط ضد الاستيطان كاظم الحاج محمد إلى أن وتيرة الاستيطان قد ارتفعت بشكل لافت بعد السابع من أكتوبر، وقال للجزيرة مباشر “المستوطنون بدؤوا بالسيطرة على سفوح الجبال المحيطة بالقرى العربية، وينشرون بؤرهم هناك، في محاولة لفرض واقع جديد بالقوة”.
واستشهد الحاج محمد بما حدث في بلدة المغير شمال رام الله، التي ينحدر منها، مؤكدًا أن المستوطنين أصبحوا يسيطرون على نحو 90% من أراضي البلدة تحت غطاء الاستيطان الرعوي.
“سنبقى هنا”
وأضاف “أنا فقدت 50 أو 60 دونمًا من أرضي، ولا أستطيع استرجاعها بسبب الاستيطان. إذا أردت أن أستعيد أرضي، فسيظل إطلاق النار مستمرًا. لديّ تجربة مع أولادي الذين تعرضوا لإطلاق نار على أرضنا. لا توجد لنا حماية، فالحماية غير موجودة للشعب الفلسطيني”.
ورغم تصاعد الهجمة الاستيطانية، أصر الحاج محمد على أن الفلسطينيين سيواصلون الصمود، وأضاف “مهما فعل الاستيطان، لن نرحل عن أرضنا. سنبقى هنا”.