بين “تقليد السنوار” و”إقامة جنازة عيدان”.. زيارة نتنياهو لشمال غزة تشعل عاصفة جدل (شاهد)

وسط ضغوط متزايدة داخل إسرائيل

في خطوة مفاجئة اتسمت بالسرّية التامة، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زيارة ميدانية لشمال قطاع غزة، برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، دون إعلان مسبق، ولم يُكشف عنها إلا بعد انتهائها.

ورافقته في الزيارة أيضًا قيادات عسكرية بارزة من جيش الاحتلال، إلى جانب جنود من القوات النظامية والاحتياط.

وخلال الجولة، ظهر نتنياهو مرتديًا جعبة عسكرية، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوره بكثافة، في محاولة لتأكيد حضوره الميداني ومتابعته لما وصفه بـ”جهود الحرب”.

وعود متكررة

وفي تصريحاته التي كررها مرارًا، أكد نتنياهو أن زيارته جاءت لتأكيد عزمه على “استعادة جميع المختطفين” وتحقيق “أهداف الحرب كافة”، مشددًا على أن “حماس ستتلقى المزيد من الضربات”، بحسب تعبيره.

وقال “جئت إلى هنا مع وزير الدفاع، وقادة الجيش وجنودنا الرائعين، النظاميين والاحتياط، الذين يبلون بلاءً حسنًا هنا في غزة، ويضربون العدو بقوة”.

وأضاف “نحن نقاتل من أجل وجودنا ومستقبلنا”، وتطرّق في خطابه إلى منشور للمرشد الإيراني علي خامنئي، قال إنه يدعو فيه إلى تدمير إسرائيل “خلال مفاوضاته مع الأمريكيين”، على حد زعمه.

ردود واسعة على الزيارة

وأثارت الزيارة السرية تفاعلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية والعربية، حيث اعتبرها البعض محاولة استعراضية للظهور الإعلامي في ظل الضغوط السياسية التي يواجهها نتنياهو.

وقال المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية نائل عبد الهادي، إن نتنياهو أراد من هذه الزيارة إرسال رسالة مفادها أن “إسرائيل في حالة حرب مستمرة”، مشيرًا إلى أن الرسالة موجّهة بشكل خاص إلى جنود الاحتياط الذين بدؤوا يوقّعون يوميًّا عرائض تطالب بإنهاء الحرب في غزة، بعد أن كشفوا “ألاعيب الحكومة”، حسب وصفه.

وفي السياق ذاته، كتب المدوّن الفلسطيني محمد السكني، أن نتنياهو زار حدود شمال غزة فقط “ليقلد (قائد حماس الشهيد) يحيى السنوار“.

أما المدوّنة هيا، فانتقدت ما وصفته بـ”الاستعراض الإعلامي”، قائلة “اليوم بالذات لفّيت الشمال كله، يكتب لنا وين كان؟”.

وتداول مدونون آخرون سيناريوهات محتملة لسبب الزيارة، إذ كتب أحدهم “الإعلام العبري سيتناول الزيارة بعنوان: نتنياهو ذهب إلى غزة ليقيم مراسم جنازة عيدان الأسير الذي أعلنت القسام فقدانه مع مجموعته”.

انتقادات داخلية لاذعة لحكومة نتنياهو

أما داخل إسرائيل، فلم تسلم الزيارة من انتقادات لاذعة، إذ كتب المدوّن باروخ شارون “فاشل وفاسد.. كم أسيرًا أعدت اليوم؟ وكم أسيرًا مات في الأنفاق بسببك؟”.

وفي موقف أكثر حدّة، علقت مدونة إسرائيلية قائلة “تواصل حكومة الدمار التخلّي عن الأسرى لأجل بقاء نتنياهو في منصبه. من وجهة نظره، فليحترق الجميع بالنار ما دام سيبقى رئيسًا ويمنع تشكيل لجنة تحقيق وطنية”.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية والسياسية على حكومة نتنياهو بسبب فشلها في إدارة ملف الأسرى، واستمرار العمليات العسكرية التي لم تحقق نتائج ملموسة بعد مرور أشهر على اندلاع الحرب.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان