“أريد موتا مدوّيا يسمع العالم به”.. تفاعل لافت مع وصية “عين غزة” فاطمة حسونة (فيديو)

في وصيتها الأخيرة، قالت المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة “أريد موتًا مدويًا، لا أريدني في خبر عاجل، ولا في رقم مع مجموعة.. أريد موتًا يسمع العالم به، وأثرًا يظل مدى الدهر، وصورًا خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان”.
كانت هذه وصية ابنة غزة التي أجبرتها الحرب على الانتقال من تصوير الأفراح والاجتماعات إلى تصوير الأحزان والعزاءات، وتتبّع المجازر لتوثقها، وتحكي آلام شعبها بعدستها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالقسام تبث مشاهد من كمين مركب في رفح ضمن عمليات أبواب الجحيم
فرنسا تعلق على طلب هولندا مراجعة اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي
“يعلمون أطفالهم نفس الكتب”.. نتنياهو: لن نسلم غزة للسلطة الفلسطينية وسنواصل السيطرة الأمنية والعسكرية
“عين غزة”
كانت فاطمة “عين غزة” إلى العالم، خصوصًا في فترة حصار الشمال قبل اتفاق وقف إطلاق النار، فبقيت صامدة مع عائلتها دون أن تنزح.
وشاركت في الحملات التطوعية، وساهمت في أعمال إنسانية، وخُطبت وارتبطت خلال الحرب، لعلها تبدأ حياة جديدة تعوض المآسي التي عاشتها.
لكن صواريخ الاحتلال كانت أسرع من أحلامها في بناء حياة وأسرة، فرحلت فجر أمس الأربعاء بقصف منزلها مع جميع أشقائها في حي التفاح شرقي مدينة غزة شمالي القطاع.
وكانت فاطمة قد فَقدَت قبل أشهر قليلة أعزَّ صديقاتِها؛ الرسامة محاسن الخطيب، التي استشهدت بقصف إسرائيلي لمنزلها، ونشرت الصحفية يسرا عكلوك رسائلَ صوتية كانت فاطمة قد تحدثت فيها عن صديقتِها وفقدها الأليم، وفي كلماتها إحساس بأنها ستلتحق بها.
عروس الجنة
مدونون فلسطينيون أعربوا عن أسفهم لخسارتهم موهبةً فريدة بحجم موهبة فاطمة، فضلا عن أسفهم لاستشهادها غدرًا وهي في ريعان شبابها وقبلَ أيام قليلة من زفافها.
في انتظار فستان العُمر الأبيض الأسبوع القادم، ترتقي المصورة الصحفية المبدعة فاطمة حسونة في قصف منزل عائلتها في حي التفاح فجر اليوم، لتلتفّ بأبيضٍ آخرٍ لا يُشبه ما انتظرته، فتصير عروسًا في الجنة. pic.twitter.com/E4Zba5GEQR
— أَحْمَد وَائِل حَمْدَان (@AHM3D_HAMDAN) April 16, 2025
وقال الصحفي أحمد وائل حمدان “في انتظار فستان العُمر الأبيض الأسبوع القادم، ترتقي المصورة الصحفية المبدعة فاطمة حسونة في قصف منزل عائلتها في حي التفاح فجر اليوم، لتلتفّ بأبيضَ آخرَ لا يُشبه ما انتظرته، فتصير عروسًا في الجنة”.
“فاطمة غير”
وكتبت الصحفية آية أبو طاقية “هل انتهت كلمات اللغة إلا من مفردة الموت؟! هل حقًّا ماتت فاطمة؟!! ليست عادية! فاطمة غير.. كيف تموت فاطمة؟ لديها عرسٌ تقيمه مع حبيبها بعد قليل.. لديها نحنُ.. نحن المُريدون لكل ما تحكيهِ”.
الصحفي أنس الشريف قال “المصوّرة الغزية التي لم تُغادر الميدان منذ بداية الإبادة، وثّقت المجازر بعدستها تحت القصف والنار، حملت وجع الناس وصرخاتهم في صورها، وواجهت الموت يوميًّا دون أن تتراجع، حتى ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرته الأخيرة بحقها، فاستُهدفت مع منزلها”.
“فاطمة حسونة " المصوّرة الغزية التي لم تُغادر الميدان منذ بداية الإبادة، وثّقت المجازر بعدستها تحت القصف والنار، حملت وجع الناس وصرخاتهم في صورها، وواجهت الموت يوميًا دون أن تتراجع، حتى جاء اليوم الذي ارتكب فيه الاحتلال الاسرائيلي مجزرته الأخيرة بحقها، فاستُهدفت مع منزلها… pic.twitter.com/pHLeSE1hCJ
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) April 16, 2025
“رحلت كما أرادت”
وكتبت رَوَند “يا الله قديش في شهداء منسيين ما حدا بيعرفهم. كل حدا فيهم إله حياة مليانة تفاصيل. مش مجرد أعداد والله. الاحتلال حرم إنسانة من حقها الطبيعي في العيش”.
أما حمزة عطار فقال “رحلت فاطمة حسونة كما أرادت، اسمًا لا رقمًا، رحلت من وثقت بعث وموت مدينتها. لكِ كل شيء يا فاطمة، لكِ الأثر والخلود”.
وقتلت إسرائيل وأصابت مئات من الفلسطينيين منذ تجدد العدوان على القطاع فجر يوم 18 مارس/آذار، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تجاوزت قائمة الشهداء 51 ألفًا والمصابين 116 ألفًا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.