“مقبرة مفتوحة وجسد مشطور”.. قصة العثور على جثث شهداء “مجزرة المسعفين” في رفح (فيديو)

روى أحد العاملين بالدفاع المدني في قطاع غزة للجزيرة مباشر أن طواقم الإنقاذ واجهت ظروفًا خطيرة أثناء محاولتها انتشال جثامين زملائها من أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في منطقة البركسات في رفح بجنوب قطاع غزة الشهر الماضي.

وأوضح الشاب محمد صافي أن الاتصال الأول بشأن فقدان الطاقم وصل إليه في وقت مبكر، وتم على إثره التنسيق مع 4 فرق من الدفاع المدني و3 سيارات من الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب آليات من وكالة الأونروا لرفع الأنقاض.

مشهد صادم

وتحدث صافي للجزيرة مباشر قائلًا “أول ما وصلنا، كان المشهد صادمًا، والسيارات مدمرة بالكامل والمكان مرعب، كأننا واقفين بمقبرة مفتوحة”.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فرض تعليمات صارمة عند دخولهم إلى منطقة دفن أفراد الهلال الأحمر والدفاع المدني، حيث منعهم الاحتلال من التحرك دون إذن مباشر، واستمرت الطائرات المسيّرة في مراقبتهم من الجو، في حين كانت الدبابات الإسرائيلية منتشرة على مسافة قريبة.

أنور العطار.. جسد مشطور نصفين

وتابع “دلّونا على موقع محدّد.. وبدأنا نبحث بين عشرات الأطنان من الركام، وبعد ساعات عثرنا على جثمان زميلنا أنور العطار، جسده كان مقسومًا نصفين، النصف الأول وجدناه أولًا، ثم استخرجنا النصف الآخر من تحت جبل من الأنقاض”.

ولفت صافي إلى أن العمل توقّف في اليوم الأول بسبب انتهاء الوقت الذي حدده الاحتلال، وأضاف “رجعنا ثاني يوم لكن ما قدرنا ندخل، الوضع كان أخطر، والاحتلال اللي قتلهم مش رح يتردد يقتلنا”.

وأوضح صافي أن اليوم الرابع، الذي صادف أول أيام عيد الفطر، شهد تنسيقًا جديدًا بمرافقة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وعدد من الآليات الثقيلة، وتمكّنوا خلاله من فتح الطريق ومواصلة عمليات البحث، رغم أن قوات الاحتلال لم تكن تبعد عنهم سوى 700 متر فقط، وسط تحليق مكثف للطائرات وتعليمات متواصلة عبر أطقم التنسيق.

أقدامهم مقيّدة

وقال محمد إن جثامين المسعفين كانت عبارة عن أشلاء عندما جرى انتشالها، وكانت أقدامهم مقيّدة، مما يشير إلى أن الاحتلال أعدمهم عمدًا، وأضاف “لولا أن وجدنا هويات في بناطيل الشباب، ما كنا تعرّفنا عليهم. كانت أغلب جثامينهم مقطّعة أشلاء، وكانوا مقيدين بسلاسل، وواضح أنه تم إعدامهم بطريقة بشعة وشرسة”.

وختم بالقول “كانت لحظة حاسمة، كنا بنحاول نوفي زملائنا حقهم، وما نتركهم تحت الركام، حتى لو صرنا إحنا الضحية الجاية”.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعدم 15 من العاملين بالإسعاف والإغاثة في مخيم تل السلطان جنوب مدينة رفح في 23 مارس/آذار الماضي، ودفنهم مع مركباتهم في مقبرة جماعية بعدما قبض عليهم أثناء توجههم لأداء مهمة إنسانية اعتيادية بمنطقة تل السلطان.

ووثق مقطع فيديو صوره أحد المسعفين قبل استشهاده أصوات جنود إسرائيليين أثناء اقترابهم وهم يتحدثون باللغة العبرية، مما يعني أنهم وصلوا إليه عن قرب قبل أن يقوموا بإعدامه مع زملائه، بعد تكبيل أيديهم وأقدامهم.

وأثارت المجزرة إدانات دولية واسعة، ووصف ديلان ويندر -ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لدى الأمم المتحدة- الحادثة بأنها “مجزرة”، وقال إنها تمثل الهجوم الأكثر دموية على عمال جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أي مكان من العالم منذ عام 2017.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان