المحادثات النووية.. توافق أمريكي إيراني على الانتقال لمحادثات فنية تهدف إلى اتفاق مُلزم (فيديو)

اختتمت إيران والولايات المتحدة، اليوم السبت، في روما الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، التي جرت في “أجواء بناءة”، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ومن المقرَّر انعقاد جولة جديدة من المحادثات في 26 إبريل/نيسان الجاري في سلطنة عمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي أشار إلى أن “المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبرنامج إيران النووي.. هذه هي الخطوط الحمراء التي وضعها المرشد علي خامنئي في التفاض مع ترامب
تقرير: إسرائيل لا تستبعد مهاجمة منشآت نووية إيرانية رغم رفض إدارة ترامب
في رده على تقرير “نيويورك تايمز”.. ترامب: لست متعجلا لمهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي
وبدأت جولة المحادثات الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش بين الوفد الإيراني برئاسة عراقجي (مهندس الاتفاق النووي لعام 2015) والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وفريقه بوساطة سلطنة عمان، بحسب التلفزيون الايراني الرسمي ومسؤول أمريكي.
ووصف الجانبان الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوع في مسقط بأنها “بناءة” أيضا.
وجرت جولة مفاوضات اليوم في مقر إقامة سفير عُمان، الدولة التي ترعى هذه المحادثات، وفق ما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للتلفزيون الإيراني الرسمي.
واستمرت الجولة 4 ساعات، بحسب التلفزيون الإيراني الذي عرض لقطات للوفد وهو يغادر مكان انعقاد المحادثات.
وقالت مبعوثة خاصة للتلفزيون الإيراني إن “أجواء المناقشات كانت بناءة”. وتحدثت وكالة تسنيم أيضا عن “أجواء بناءة”.
ولم يصدر على الفور أي بيان من الجانب الأمريكي بعد ساعات من انتهاء الاجتماعات.

محادثات فنية على مستوى الخبراء
في السياق، نقل التلفزيون الإيراني عن عراقجي قوله بعد انتهاء المحادثات “عُقدت اليوم محادثات غير مباشرة مفيدة مع الولايات المتحدة في أجواء بناءة. ستُعقد محادثات فنية على مستوى الخبراء في عُمان بدءا من الأربعاء المقبل. وسنلتقي في عُمان، السبت المقبل، لإجراء مفاوضات بناء على الإطار الذي سيُعده الخبراء”.
وأضاف “كان اجتماعا جيدا، ويمكنني القول إن المفاوضات تحقق تقدما. هذه المرة، تمكنا من التوصل إلى تفاهم أفضل بشأن سلسلة من المبادئ والأهداف”.
وتابع “الأمريكيون لم يطرحوا حتى الآن أي نقاش خارج إطار الملف النووي، وأكدنا أن المفاوضات تخص القضايا النووية فقط، ولن نقبل الخوض في أي موضوع آخر”.
وأردف “لا يوجد سبب للتفاؤل المفرط ولا للتشاؤم المفرط. آمل أن نكون في وضع أفضل الأسبوع المقبل بعد اجتماعات الخبراء”.
وعن حضور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في روما بالتزامن مع المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قال عراقجي “في هذه المرحلة، جاء السيد غروسي إلى روما بمبادرة منه للقاء المسؤولين الإيطاليين، ويبدو أنه التقى أيضا بستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي”.
وأضاف “من الإيجابي أن يكون (غروسي) على اطلاع على سير المفاوضات، وقد التقيت به في طهران، وربما لو لم يعقد ذلك اللقاء، لكنت التقيت به في روما أيضا”.
من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العمانية أن “اجتماعات روما أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم ومُلزم، يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية”.
وأضاف “الحوار والتواصل الواضح هما السبيل الوحيد لتحقيق تفاهم واتفاق موثوق به يخدم مصلحة جميع الأطراف على الصعيدين الإقليمي والدولي”، موضحا أن “الجولة المقبلة من المباحثات سوف تُعقد في مسقط”.
#بيان || أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العمانية بأن اجتماعات اليوم في روما، بين معالي وزير خارجية إيران الدكتور سيّد عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، من خلال معالي السيد @badralbusaidi وزير خارجية سلطنة عُمان، pic.twitter.com/Sckk5SEtLo
— وزارة الخارجية (@FMofOman) April 19, 2025
ومحادثات اليوم هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق عاما كاملا بعد انسحاب ترامب منه، ثم تراجعت عن التزاماتها تدريجيا.
وآنذاك، وصف ترامب الاتفاق بأنه سيئ لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.
ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة الضغوط القصوى بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسَّع.
وفي مارس/آذار الماضي، دعا ترامب الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، وهدد بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية.
لكنه قال الخميس “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.

وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة في أن الأخيرة تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي، وتنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.
وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وأمس الجمعة، حضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الدول الأوروبية على اتخاذ “قرار مهم” بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
خطوط حمراء
وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية “خطوطا حمراء”.
والجمعة، حذر عراقجي من “تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية” بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية.
في حين أكدت إسرائيل التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.