انقسام حاد في إسرائيل بعد عرض حماس لصفقة “الرزمة الشاملة” (شاهد)

منذ أن استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منتهكًا وقف إطلاق النار دون تنفيذ بقية بنود الاتفاق الذي رعته جهات دولية عدة، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل تطالب بإنهاء الحرب التي مضى عليها أكثر من عام ونصف العام.
وبرزت جهات عدة داخل إسرائيل تطالب بوضع حد للحرب، على رأسها عائلات الأسرى، المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومعارضون سياسيون، وحتى جنود حاليون وسابقون في جيش الاحتلال، وهو ما شكّل عامل ضغط كبير على الحكومة اليمينية بقيادة نتنياهو.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكمين “حي التنور”.. القسام تفتح “أبواب الجحيم” على قوتين إسرائيليتين في رفح (شاهد)
تطاير مواطنين واشتعال النيران.. صور حصرية للحظة استهداف مستشفى غزة الأوروبي (شاهد)
ما حقيقة اغتيال محمد السنوار؟ هذا ما كشفته التقديرات الإسرائيلية بعد عملية في غزة
مقترح (حماس) يلقى قبولًا شعبيًا واسعًا
وفي هذا السياق، أعلنت حركة (حماس)، عبر رئيسها في قطاع غزة خليل الحية، عن استعدادها لقبول صفقة تبادل شاملة يتم بموجبها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين جميعهم مقابل وقف شامل للحرب على غزة، الأمر الذي لقي قبولًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي، بحسب ما أوردته صحيفة “معاريف”.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة أن 62% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تشمل إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف الحرب، في موقف شعبي يتناقض بشكل واضح مع الموقف الرسمي للحكومة.
ورغم هذا التوجّه الشعبي، عبّر وزراء اليمين المتطرف عن رفضهم لمقترح (حماس)، وانضم إليهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي نشر تدوينة قال فيها “عندما تم تعييني وزيرًا للدفاع التزمت بتحقيق هدفين: منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وتحقيق النصر في الحرب. جيش الدفاع يعمل على الحسم في جميع الجبهات، وعلى تحرير الأسرى، والقضاء على حماس في غزة”.
عائلات الأسرى: لا يمكن هزيمة (حماس)
وفي المقابل، كتب حساب عائلات الأسرى عبر منصة “إكس”: “لا يمكن الحديث عن هزيمة حماس طالما أنها تحتجز أسيرًا واحدًا. الشعب يختار الأسرى، فهم فوق السياسة وفوق كل خلاف. التاريخ سيتذكر من جلس وصمت، ومن نهض وعمل”.
وقال المحامي شلومو فيلبر، إن العرائض التي وقّعها الآلاف من الإسرائيليين “أقنعت حماس بأن الانتظار قد يكون مجديًا”، مضيفًا أن “توقيع 5 آلاف متقاعد على وقف الحرب، أدى لاحقًا إلى استدعاء 50 ألفًا من جنود الاحتياط للضغط عسكريًا”.
أما الكاتب ألون لي غرين، فكتب يقول “مطالب حماس كانت واضحة منذ عام ونصف العام، وهي إنهاء الحرب مقابل الأسرى، وهو ما ترفضه حكومة إسرائيل. من دون الحرب، لا حكومة، وهم يعرفون ذلك. ولهذا السبب لا يزال الأسرى هناك، من أجل البقاء السياسي لنتنياهو”.

اتهامات لنتنياهو بتعطيل الصفقة
وأشار الباحث شموئيل مئير، إلى أن “صفقة الأسرى لا تهم المفاوض الإسرائيلي رون ديرمر، رجل ظل نتنياهو”، متهمًا إياه بأنه “تم تعيينه خصيصًا لإفشال الصفقة وتمديد الحرب في غزة إلى أجل غير مسمى”.
وقالت الناشطة تمار روتمان “ما زلت أرى أن هذه الحرب كارثة، ويجب قبل كل شيء تحرير الأسرى. حكومة نتنياهو غير مؤهّلة لإدارة الكارثة التي جلبتها علينا”.
فيما كتب معلق سياسي تحت اسم مستعار “أمامنا خياران: إما أن نخوض الحرب وكأنه لا يوجد أسرى، وننهيها خلال أسبوع، أو أن نوافق على مطالب حماس ونفرج عن جميع الأسرى. ما يحدث الآن غير مقبول وسيتواصل إلى الأبد”.
ومن جهة أخرى، حذر الصحفي أبراهام بلوك من أن “إنهاء الحرب مع إبقاء حماس في الحكم في غزة يعني بداية العد التنازلي للهجوم القادم، ويرسل رسالة لكل أعداء إسرائيل أن بالإمكان ارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعب اليهودي دون عقاب”، على حد وصفه.
دعوات لتغيير القيادة
ومن جانبها، صرحت النائبة في الكنيست، نعمة لازيمي قائلة “شعب إسرائيل مع إنهاء الحرب وتحرير الأسرى، ومع تشكيل لجنة تحقيق وطنية تدرس الكارثة الأكبر في تاريخ الدولة، ضد هذه الحكومة التي لا يثق بها أحد، ويطالب باستبدالها”.
أما الوزيرة السابقة ميراف كوهين، فقالت “منذ عام ونصف العام تطالب حماس بإنهاء الحرب مقابل الأسرى. وغالبية الشعب منذ عام يطالب بالإفراج عن جميع الأسرى حتى لو كان الثمن هو إنهاء الحرب”.