البيت الأبيض اعتبره هراء.. بوليتيكو: إيلون ماسك يترك منصبه قريبا

أفاد تقرير إخباري أمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ دائرته المقربة، بما في ذلك أعضاء حكومته، أن إيلون ماسك سيتراجع عن دوره الحالي “كشريك إداري، ومشجع دائم، ورجل المهمات الصعبة” في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو”، نقلًا عن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي، أنه على الرغم من استمرار رضا ترامب عن ماسك ومبادرته لتعزيز “كفاءة الحكومة”، فإن الرجلين قررا في الأيام الأخيرة أن الوقت قد حان ليعود ماسك إلى إدارة أعماله، مع بقائه في دور داعم. وجاء ذلك وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة من داخل إدارة ترامب، طلبت عدم الكشف عن هويتها لوصف طبيعة العلاقة المتطورة بينهما، على حد وصف الصحيفة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير الخارجية الأمريكي يكشف استراتيجية ترامب المفضلة للتعامل مع إيران
ترامب يوجه انتقادات حادة إلى زيلينسكي بسبب شبه جزيرة القرم
تصعيد جديد.. هارفارد تقاضي ترامب بعد تجميد التمويل الفدرالي
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن تقرير موقع بوليتيكو عن إيلون ماسك “مجرد هراء”.
وقالت في إفادة صحفية “إيلون ماسك سيترك الخدمة العامة عندما ينتهي دوره الرائع في وكالة الكفاءة الحكومية”.
استياء داخلي
يأتي التراجع الوشيك لماسك وسط تزايد الإحباط داخل إدارة ترامب وخارجها بسبب تصرفاته غير المتوقعة، حيث بات العديد من حلفاء الرئيس يعتبرونه عبئًا سياسيًا، وبرز هذا الأمر بشكل واضح يوم الثلاثاء، عندما خسر القاضي المحافظ الذي دعمه ماسك علنًا انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن بفارق 10 نقاط.
كما تمثل هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في العلاقة بين ترامب وماسك مقارنة بالشهر الماضي، حين كانت التوقعات داخل البيت الأبيض تشير إلى أن ماسك “باقٍ في منصبه”، وأن ترامب سيجد وسيلة لتجاوز الحد الزمني البالغ 130 يومًا لمنصبه كـ”موظف حكومي خاص”.
وأفاد مسؤول كبير في الإدارة أن ماسك سيظل يحتفظ بدور غير رسمي كمستشار، وقد يظهر بين الحين والآخر في البيت الأبيض. إلا أن مسؤولًا آخر حذّر من الاعتقاد بأن ماسك سيختفي تمامًا عن المشهد، قائلًا: “من يظن ذلك فهو يخدع نفسه”.
انتهاء الفترة الخاصة لماسك في الحكومة
يتزامن هذا التحول مع انتهاء فترة ماسك كـ”موظف حكومي خاص”، وهي صفة تتيح له استثناءات مؤقتة من بعض قواعد الأخلاقيات وتضارب المصالح، ومن المتوقع أن تنتهي هذه الفترة بحلول أواخر مايو/أيار أو أوائل يونيو/حزيران.
ويرى مؤيدو ماسك داخل الإدارة أن هذا هو التوقيت المناسب لهذا الانتقال، حيث يعتقدون أنه لم يعد هناك مجال كبير لتخفيض ميزانية الوكالات الحكومية دون التأثير على وظائفها الأساسية.
جدل حول دور ماسك في البيت الأبيض
مع ذلك، يرى العديد من المسؤولين أن” ماسك كان قوة غير منضبطة، حيث تسبب في اضطرابات داخل الحكومة بسبب أسلوبه العشوائي، وعدم التنسيق مع الوزراء ورئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز”، على حد وصفهم.
كما أثار قلق الإدارة من خلال منشوراته غير المتوقعة على منصته “إكس”، التي تضمنت مقترحات غير مدروسة لإلغاء بعض الوكالات الفيدرالية.
وتزايدت المخاوف بشأن ماسك باعتباره “خطرًا سياسيًا”، لا سيما بعد أن استغل الديمقراطيون استثماراته الضخمة في سباق ولاية ويسكونسن، حيث ضخ حوالي 20 مليون دولار، ما دفع البعض إلى اعتبار الانتخابات استفتاءً على ماسك نفسه.
ارتياح داخل الإدارة لرحيل ماسك
مع توقع رحيله، يشعر العديد من المقربين من ترامب بالارتياح، حيث يأملون أن تنتهي سلسلة المفاجآت التي تسبب فيها، مثل إرساله بريدًا إلكترونيًا مفاجئًا يطالب الموظفين الفيدراليين بتقديم قائمة بإنتاجهم اليومي، أو التخفيضات غير المقصودة في برامج الوقاية من الإيبولا.
إضافة إلى ذلك، هناك قلق متزايد من أن ماسك أصبح عبئًا سياسيًا على الإدارة، حيث أسهم في توحيد الديمقراطيين المنقسمين ضد ترامب.