سياسي يهودي جنوب إفريقي: حماس مثل مانديلا وصمه العالم بالإرهاب ثم أنصفه التاريخ (شاهد)

شبَّه السياسي والناشط الجنوب إفريقي أندرو فينستاين النضال الفلسطيني من أجل التحرر بالكفاح التاريخي ضد نظام الفصل العنصري في بلاده، منتقدًا ما وصفه بازدواجية المعايير في تصنيف الجماعات والمنظمات “إرهابية” من قِبل الدول الغربية.
“من إرهابي إلى رمز عالمي للسلام”
وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، قال فينستاين -الذي كان عضوًا سابقًا في برلمان جنوب إفريقيا تحت قيادة نيلسون مانديلا- إن المجتمع الدولي اعتاد وصف مانديلا بـ”الإرهابي”، قبل أن يصير لاحقًا رمزًا عالميًّا للسلام، مشيرًا إلى أوجه التشابه مع ما يجري اليوم في وصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها “إرهابية”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“البعوض”.. حماس تعلّق على “شهادات صادمة” لجنود إسرائيليين في قطاع غزة
“20 شهرا من الفشل”.. نائب من الليكود: نخوض حرب خداع والإسرائيليون تعرضوا للكذب بشأن حماس
“أمريكا تخرج من اللعبة”.. تقرير: هاتريك يمني يشعل التصعيد ويربك حسابات إسرائيل
وأضاف “نحن لا نرى السياسيين الغربيين يصفون جيش الاحتلال الإسرائيلي أو بنيامين نتنياهو، المطلوب بموجب مذكرات من المحكمة الجنائية الدولية، بالإرهابيين. لكن حماس -التي فازت بانتخابات ديمقراطية في غزة– توصم بسهولة بهذه الصفة. هذا يعكس انحيازًا واضحًا”.
متى سينصف العالم نضال الفلسطينيين؟
وأشار فينستاين إلى أن نيلسون مانديلا نفسه، الذي عُدَّ في الماضي “إرهابيًّا” من قِبل دول غربية بارزة مثل بريطانيا والولايات المتحدة، جرى تكريمه لاحقًا بجائزة نوبل للسلام، وأصبح رمزًا عالميًّا للعدالة والمصالحة.
وأضاف “مارغريت تاتشر ورونالد ريغان كانا يدعمان نظام الفصل العنصري، ورفضا الاعتراف بشرعية نضال مانديلا، لكن التاريخ أنصفه. والسؤال اليوم: متى سينصف العالم نضال الفلسطينيين؟”.

من الفصل العنصري إلى الاحتلال
وأكد فينستاين أن التحالف الوثيق سابقًا بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا يشير إلى تاريخ طويل من التعاون العسكري والتكنولوجي بين الجانبين، متسائلًا “لماذا لا تُعزل إسرائيل اليوم كما عُزل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟”.
وقال “تمامًا كما كنا نحلم يومًا بإنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وحققنا ذلك، يمكننا أيضًا تحقيق مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون في كرامة وسلام. قد يبدو هذا مستحيلًا الآن، لكنه كان يبدو كذلك أيضًا في جنوب إفريقيا”.
“كوني يهوديًّا يدفعني إلى دعم فلسطين“
وفي موقف لافت، قال فينستاين “أنا يهودي، وكوني كذلك هو ما يجعلني ملتزمًا بالنضال الفلسطيني. لقد تعرَّض شعبنا للاضطهاد على مدار قرون، وتعرَّض 6 ملايين يهودي للإبادة في الهولوكوست. نحن نعلم جيدًا معنى أن تكون ضحية”.
وتابع “واجبنا الأخلاقي هو الوقوف في وجه كل أشكال القمع، ولهذا أقف مع الفلسطينيين. لن أكون حُرًّا، حتى يصبح الشعب الفلسطيني حرًّا”.
من مناهضة الفساد إلى كشف تجارة السلاح
وفي نهاية حديثه، استعرض أندرو فينستاين رحلته إلى المملكة المتحدة منذ عام 2001، التي جاءت في إطار مشروع لتأليف كتابه الأول عن الفساد في صفقة الأسلحة بجنوب إفريقيا. وقال إنه لم يكن يتوقع أن يستقر هناك لما يقارب ربع قرن.
وأشار إلى أن عمله قاده لاحقًا إلى التخصص في التحقيق بتجارة السلاح العالمية، إذ ألّف كتابًا وصفه بأنه الأول من نوعه منذ عقود، يكشف عن فساد منتشر في واحدة من أكثر الصناعات سرّية وخطورة في العالم.