فضيحة سيغنال ثانية.. وزير الدفاع الأمريكي يشارك معلومات سرية مع زوجته وشقيقه ومحاميه

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأحد أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث شارك معلومات حول ضربات جوّية لليمن في مجموعة دردشة ثانية عبر تطبيق “سيغنال” ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
ويخضع هيغسيث، مقدم البرامج السابق في محطة “فوكس نيوز”، لتحقيق داخلي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بعد مشاركته معلومات حسّاسة على خدمة الرسائل “سيغنال” في 15 مارس/آذار الماضي في محادثة شملت صحفيًّا في مجلة “ذي أتلانتيك” أُدخِل في الاجتماع خطأً.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمسؤول في “أنصار الله”: انتظروا المفاجآت خلال الأيام المقبلة (فيديو)
عودة طائرة بوينغ إلى أمريكا من الصين بسبب رسوم ترامب الجمركية
42 قتيلا وجريحا بغارات أمريكية على سوق شعبي في صنعاء
وذكرت صحيفة “نيويوك تايمز” وشبكة “سي إن إن” أن هيغسيث شارك في اليوم نفسه أيضًا في حديث على مجموعة أخرى عبر سيغنال مع زوجته وشقيقه ومحاميه “فضلًا عن نحو عشرة أشخاص من أوساطه الشخصية والمهنية”.
فضيحة “سيغنال” جديدة تضرب البيت الأبيض.. نيويورك تايمز: وزير الدفاع الأمريكي أفشى لأسرته خطة الضربات الجوية لليمن#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/zVNY9Jmbqb
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 21, 2025
معلومات دقيقة عن الضربات
ونقلت نيويورك تايمز عن أربعة أشخاص مطلعين على هذه المحادثة، أن وزير الدفاع نشر جداول الرحلات الدقيقة للطائرات، التي كان مقررًا أن تضرب أهدافًا لجماعة أنصار الله في اليمن، “وهي خطط الهجوم نفسها التي شاركها في اليوم نفسه على مجموعة سيغنال أخرى”.
وأوضحت الصحيفة أنّ زوجة الوزير، وهي صحفية وموظفة سابقة في محطة “فوكس نيوز”، لا تعمل في وزارة الدفاع، لكن شقيق هيغسيث ومحاميه يشغلان منصبين فيها.
وأضافت الصحيفة “لكن ليس واضحًا لماذا قد يحتاج أيٌّ منهما إلى أن يكون مطّلعًا على الضربات الوشيكة ضد أنصار الله في اليمن”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في البنتاغون حذّروا هيغسيث قبل أيام قليلة من أنه يجب ألّا يناقش معلومات متعلقة بالضربات في اليمن عبر “سيغنال”، وهي خدمة رسائل مشفرة تعتبر أقل أمانًا من القنوات الرسمية المستخدمة عادة للبيانات الحسّاسة.

تكذيب من البنتاغون
وفي ردّه على هذا التقرير، اتهم الناطق باسم البنتاغون شون بارنيل صحيفة نيويورك تايمز بأنها “وسيلة إعلام تكره دونالد ترامب”، مؤكّدًا أن “مكتب وزير الدفاع يزداد قوة وكفاءة في تنفيذ توجيهات الرئيس ترامب رغم حملات التشويه المستمرة”.
وأكد أنه “لم تنشر معلومات سرية في محادثات عبر سيغنال”، ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
واضاف أن “نيويورك تايمز اعتمدت على روايات موظّفين مفصولين لديهم دوافع واضحة للإساءة إلى وزير الدفاع وتقويض أجندة الرئيس ترامب“.
ويوم الأحد أيضًا نشر جون أوليوت الناطق السابق باسم هيغسيث في البنتاغون مقال رأي لاذعًا جدًّا وصف فيه “شهرًا من الفوضى العارمة في البنتاغون”.
وكتب أوليوت “اعتاد الرئيس دونالد ترامب مساءلة كبار الموظفين لديه. لذا من الصعب توقعّ أن يبقى وزير الدفاع بيت هيغسيث في منصبه لفترة طويلة”.
فضيحة سيغنال الجديدة.. هل تؤدي لإقالة وزير الدفاع الأمريكي؟#هاشتاج pic.twitter.com/zdL9qYxlLy
— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) April 21, 2025
“يجب عزله”
ومن جانبه قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في منشور على منصة إكس “نعرف باستمرار كيف عرّض بيت هسيغيث الأرواح للخطر”.
وأضاف شومر “يجب إقالة هسيغيث”، واصفًا ترامب بأنه لا يزال “ضعيفا جدًّا” لعدم القيام بذلك.
The details keep coming out. We keep learning how Pete Hegseth put lives at risk. But Trump is still too weak to fire him.
Pete Hegseth must be fired.
— Chuck Schumer (@SenSchumer) April 20, 2025
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، الاثنين، عن مسؤولين سابقين وحاليين تأييدهم للقول بأن ما قام به هيسغيث يمكن أن يعرّض أرواح الطيارين للخطر.
وفي السياق ذاته طلب جاك ريد، عضو لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، من المفتش العام في البنتاغون تضمين الادعاءات الأخيرة في التحقيق الذي يجريه.
وقال في بيان “في حال تأكّد هذا الحادث سيشكّل مثالًا جديدًا مقلقًا على الازدراء الكامل للوزير هيغسيث بالقوانين والبروتوكولات التي ينبغي لكل المسؤولين الآخرين في الجيش احترامها”.
للمرة الثانية
يذكر أنه بعد الحادث الأول الذي عرف “بسيغنال غيت”، دافع ترامب عن الوزراء المعنيين. وأكّد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أنه يتحمل “المسؤولية” لأنه هو الذي أنشأ مجموعة الدردشة تلك.
وذكرت نيويورك تايمز أن مجموعة الدردشة الجديدة أنشأها هيغسيث شخصيًّا قبل أن يتولى مهامه الوزارية.
والأسبوع الماضي عُلّقت مهام ثلاثة مسؤولين كبار في البنتاغون إثر تسريبات لم تحدد طبيعتها.
وأمس الأحد، ردّ المسؤولون المعنيّون، وهم دارين سيلنيك نائب مدير مكتب هيغسيث والمستشاران دان كالدويل وكولين كارول، وأصدروا بيانًا اتهموا فيه الوزارة بـ”تشويه سمعتهم بهجمات لا أساس لها”.
وكتب الثلاثة على مواقع التواصل الاجتماعي “حتى الآن، لم يتم إخبارنا بعد بالسبب المحدّد الذي يجعلنا نخضع للتحقيق، وما إذا كان التحقيق جاريًا، وما إذا كان هناك تحقيق حول حصول تسريبات”.