تصعيد جديد.. هارفارد تقاضي ترامب بعد تجميد التمويل الفدرالي
معركة بشأن التمويل واستقلالية الجامعات

رفعت جامعة هارفارد، أحد أبرز الجامعات الأمريكية، دعوى قضائية يوم الاثنين ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب، في تصعيد كبير للخلاف بين الجانبين بعد قرار البيت الأبيض تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة، ومطالبته بفرض إشراف سياسي خارجي عليها.
واتهم ترامب المؤسسات الجامعية الكبرى، بما في ذلك هارفارد، بالتسامح مع “معاداة السامية”، وذلك بسبب سماحها بتنظيم تظاهرات تنتقد إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة. وقد هدد الرئيس بقطع التمويل وسحب الإعفاءات الضريبية منها، بالإضافة إلى منعها من تسجيل الطلاب الأجانب، إلا أن هارفارد رفضت الإذعان لهذه الضغوط.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتحقيق في منشور غامض واتهام بالتحريض على ترامب.. لماذا يعد الرقم 86 رمزا للقتل في الثقافة الأمريكية؟
شاهد: أول لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السوري
بوتين وترامب يغيبان عن محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
وفي نص الدعوى، قالت الجامعة إن القضية تتعلق بـ”جهود الحكومة لاستخدام تجميد التمويل الفدرالي كوسيلة ضغط للسيطرة على قراراتها الأكاديمية”، ووصفت إجراءات ترامب بأنها “تعسفية ومتقلبة”، مشيرة إلى أن هذه التصرفات “تنتهك التعديل الأول للدستور الأمريكي، بالإضافة إلى انتهاكها القوانين واللوائح الفدرالية”.
كما أوضحت الجامعة أن تجاهل البيت الأبيض دعواتها للتعاون بشأن معالجة شكاوى معاداة السامية دفعه إلى اتخاذ قرار تجميد شامل للتمويل، بما يشمل تمويل الأبحاث الطبية والعلمية والتكنولوجية، التي ليس لها علاقة بما تسوقه الإدارة الأمريكية من اتهامات.

حملة ضد حرية الجامعات
وأثار قرار البيت الأبيض غضب رئيس الجامعة، آلان غاربر، الذي رفض بشكل قاطع “التفاوض بشأن استقلالية هارفارد أو حقوقها الدستورية”. وأشار إلى أن إدارة ترامب باشرت خلال الأسبوع الماضي عدة تحقيقات حول عمل الجامعة، في خطوة اعتبرها جزءًا من حملة تستهدف النخب الجامعية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن رضخت جامعات بارزة، مثل جامعة كولومبيا، لبعض مطالب البيت الأبيض الأقل تشددًا مقارنةً بالضغط الذي يمارس على هارفارد. ووفقًا للدعوى، هدد مجلس الأمن القومي الأمريكي بإعاقة قدرة الجامعة على تسجيل الطلاب الأجانب، ما لم تقدم سجّلات تتعلق بأنشطتهم داخل الولايات المتحدة. وتشكل نسبة الطلاب الأجانب في هارفارد حوالي 27.2% من مجموع الطلاب المسجلين هذا العام الدراسي.
وفي منشور له على منصة “تروث سوشال”، وصف ترامب هارفارد بأنها “لم تعد مكانًا لائقًا للتعلم”، وقال إنها تُعلم “الكراهية والحماقة”، مطالبًا بمنعها من تلقي أي تمويل فدرالي مستقبلي. وأضاف “هارفارد مهزلة، ويجب ألا تُدرج على أي قائمة لأفضل الجامعات في العالم”.
وأكدت دعوى هارفارد أنها “تسعى بجد لتنفيذ إصلاحات هيكلية للقضاء على معاداة السامية في الحرم الجامعي”، لكنها رفضت محاولات البيت الأبيض للتدخّل في قراراتها الداخلية. وقالت الجامعة “بدلًا من التعاون مع هارفارد في جهودها المتواصلة، أعلنت الحكومة تجميدًا شاملًا للتمويل، في محاولة لتقويض استقلاليتها”.
ويشكّل هذا النزاع بين الإدارة الأمريكية وهارفارد خطوة غير مسبوقة في مستوى الرقابة المطلوب على واحدة من أقدم وأغنى الجامعات في الولايات المتحدة، والتي تعتبر من المؤسسات التعليمية والبحثية الأكثر احترامًا على مستوى العالم.