مصر تؤكد ضرورة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان (فيديو)

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، ضرورة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني يوسف رجي في العاصمة المصرية القاهرة، قال عبد العاطي إن “مصر تؤكد دعمها الكامل لجهود الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لاستعادة الأمن والاستقرار في لبنان، بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني”.

وأعرب عن إدانة مصر الكاملة للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مشددًا على رفض القاهرة المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه.

وأكد عبد العاطي “أهمية الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفوري غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تحتلها جنوب لبنان”.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافًا لاتفاق وقف إطلاق النار المُوقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ونفذت انسحابًا جزئيًّا، وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

تنفيذ القرار الأممي 1701

وفي هذا الصدد، شدَّد عبد العاطي على ضرورة تنفيذ القرار الأممي 1701 من دون انتقائية، بما يمكّن الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها ومهامها، وبما يحفظ للبنان سيادته ووحدته وأمنه واستقراره.

وفي 2006، اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان، تحوَّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4000 شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وبشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، أعرب عبد العاطي عن تطلُّع مصر إلى الارتقاء بالتعاون الثنائي مع لبنان في المجالات كافة، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجَّه دعوة لنظيره اللبناني جوزيف عون لزيارة مصر.

كما شدَّد على أن مصر ستواصل تقديم كل أوجه الدعم للبنان وحكومته ومؤسساته الوطنية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدًا “مساندة مصر للأولويات الوطنية اللبنانية الهادفة لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني، واستعداد مصر للعمل مع الجانب اللبناني لتحقيقها”.

بدوره، أعرب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن شكره لمصر على دعمها للبنان، وعلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القاهرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وتابع قائلًا “إذا أنهينا الاحتلال بالتأكيد يكون المجال واسعًا للدولة اللبنانية، للجيش الوطني اللبناني لفرض إرادته بالكامل في منطقة الجنوب”.

وتحدَّث رجي أيضًا عن أهمية حصر السلاح في يد القوات التابعة للدولة اللبنانية، وهو موضوع شائك في لبنان منذ سنوات طويلة.

وقال “هذا المطلب ليس مطلبًا دوليًّا، هو مطلب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، ولكن سياسة الحكومة حاليًّا هي سياسة تعتمد على الحكمة، وتنظر إلى أفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف”.

كما ذكر وزير الخارجية اللبناني أن مباحثاته مع نظيره المصري تطرقت أيضًا إلى مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا، والنازحين السوريين، إضافة إلى الوضع الإقليمي بشكل عام.

وقف إطلاق النار في غزة

في هذا السياق، تطرَّق الوزيران إلى عدد من القضايا الإقليمية، تشمل التطورات في كل من غزة وسوريا، إذ استعرض عبد العاطي استمرار الجهود المصرية بالتعاون مع قطر والتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل العودة إلى اتفاق 19 يناير/كانون الثاني لوقف إطلاق النار في غزة، بما يسهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.

وبينما التزمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببنود المرحلة الأولى للاتفاق، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وأشار عبد العاطي إلى أنه تناول مع نظيره اللبناني الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على أرضهم، والتحركات المقبلة لدعم الخطة مع الفاعلين الدوليين.

وفي 4 مارس الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

كما أكد عبد العاطي حرص مصر على دعم الشعب السوري واحترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن تكون سوريا مصدر استقرار في المنطقة.