بعد شتم حماس والقسام.. أسامة حمدان يطلق قذائفه اتجاه محمود عباس ويعلق على اختيار حسين الشيخ (فيديو)

انتقد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان مخرجات اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، ورأى أن الاجتماع جاء “دون المستوى”، على خلاف ما كانت تأمله الحركة من أن يشكل خطوة نحو توحيد الصف الفلسطيني.

وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، مساء السبت، وجَّه حمدان رسالة مباشرة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد شتمه حركة حماس وكتائب القسام، قائلًا “يا عباس، نحن أبناء عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني والشيخ أحمد ياسين، ورفاق الشهداء يحيى السنوار وإسماعيل هنية، ولسنا كما قلت أنت”.

وأردف “ربما اعتاد عباس أن ينادي أبناءه بهذه الطريقة، لكننا لسنا أبناءه!”.

والأربعاء الماضي، أقدم عباس على شتم حركة حماس، وحضها على تسليم الأسرى الإسرائيليين “لسد الذرائع” أمام إسرائيل التي تواصل عدوانها على قطاع غزة.

وتوجَّه عباس بعبارة نابية عندما تحدَّث عن حماس، فقال “كل يوم هناك قتلى، لماذا؟ لا يريدون تسليم الرهينة الأمريكي. يا أبناء الكلب، سلّموا مَن عندكم وانتهوا من هذا الأمر”.

ويقصد بالرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر الأسير لدى المقاومة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي هذا الصدد، قال حمدان موجهًا حديثه إلى عباس “سد الذرائع لم يحمِ الشعب الفلسطيني يومًا، رغم استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة الغربية“.

ووضع حمدان علامات استفهام كبيرة بشأن أهلية عباس لقيادة السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن “الهجوم على المقاومة يطرح تساؤلات جدية حول هذه الأهلية”.

واستطرد قائلًا “لطالما تجاوزنا الخلاف السياسي مع عباس، لكن كان مؤسفًا أن يصدر منه شتم وسب للمقاومة وتبجيل للاحتلال”.

وكانت حماس قد رأت في بيان لها أن محمود عباس “يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر”.

وفي هذا السياق، أكد أسامة حمدان أن “حماس تخوض معركة تحرر وطني”، وهي منفتحة على العمل المشترك “مع كل من يتمسك بالوحدة ويتحلى بالمسؤولية”.

الصفقة الشاملة

وبشأن مسار المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضح حمدان أن “حماس قررت عدم التجاوب مع أي مبادرة لا تستند إلى الاتفاق المُوقع لوقف العدوان”، مؤكدًا أن الحركة لن تلتفت إلى أي مقترح لا يتضمن “وقفًا شاملًا ونهائيًّا للعدوان على شعبنا”.

وأردف “حماس طرحت الالتزام بالاتفاق المُوقع في يناير/كانون الثاني الماضي، أو التوصل إلى صفقة شاملة تضمن الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر، وإقرار هدنة طويلة الأمد”.

وأضاف حمدان “حماس ستتعاطى مع أي مبادرة تتحدث عن الانسحاب الكامل من غزة، وفتح المعابر، وصفقة تبادل عادلة، وعدم التدخل في عملية إعادة الإعمار”.

وعن رؤيته للمرحلة المقبلة، قال “أمامنا خياران، إما إنهاء الاحتلال أو الاستسلام، ونحن متمسكون بإنهاء الاحتلال لإنهاء معاناة شعبنا”.

ورفض حمدان مصطلح “اليوم التالي للحرب”، الذي وصفه بأنه مصطلح إسرائيلي مرفوض، قائلًا “نتبنى مصطلح وقف العدوان، ونتحدث عن توافق وطني بعد إنهاء العدوان على غزة”.

كما جدَّد حمدان تمسُّك حماس بسلاح المقاومة، قائلًا “لن نتخلى عن سلاحنا طالما بقي الاحتلال”.

وصباح السبت، أكدت حماس استعدادها للبدء الفوري بـ”مفاوضات الرزمة الشاملة” مع تل أبيب لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.

وأعلنت حماس في بيان أن وفدها وصل إلى القاهرة، وبدأ لقاءاته مع مسؤولين مصريين، لبحث رؤية الحركة المتعلقة بوقف الحرب على قطاع غزة وإنهائها، وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي عبر صفقة شاملة، تتضمن الانسحاب الكامل من القطاع وإعادة إعمار ما دمره العدوان.

وقالت حماس إن “الوفد سيبحث ضرورة التحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية وتزويد القطاع باحتياجاته من الغذاء والدواء، إضافة لبحث جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة وبعض التداعيات الفلسطينية الداخلية وسبل التعامل معها”.

تعيين حسين الشيخ

وبشأن تعيين عباس، حسين الشيخ نائبًا له في رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، ومدى تأثير ذلك في توحيد الصف الفلسطيني، قال حمدان “الرئيس عباس وحده هو الذي يُسأل عن أسباب تعطيل محاولات رأب الصدع”.

وأضاف “حماس لا تعلق حاليًّا على قرار اختيار حسين الشيخ نائبًا لعباس”، إذ إن “ملابسات تعيينه غير واضحة”، ولا يُعرف بعد أن كان تعيينه “سيسهم في حلحلة الأمور أو يزيد من تعقيدها”.

ورأى حمدان أنه من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان هذا التعيين يمثل فرصة أو عائقًا لوحدة الصف الفلسطيني.

وفي وقت سابق السبت، صدّقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على ترشيح قدَّمه محمود عباس، لتعيين أمين سر اللجنة حسين الشيخ نائبًا له.

حسين الشيخ
حسين الشيخ (غيتي – أرشيفية)

ويبلغ الشيخ المقرب من عباس، 64 عاما، وهو من مواليد مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة لعائلة لاجئة من دير طريف.

وكان الرئيس الفلسطيني قد تعهد في اجتماع القمة العربية الطارئ الذي عقد في القاهرة في الرابع من مارس/أذار الماضي، بـ”إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة الفلسطينية، وضخ دماء جديدة في منظمة التحرير وحركة فتح وأجهزة الدولة”.

وأجرى عباس منذ ذلك الوقت تغييرات إدارية أبرزها داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وختم حمدان مقابلته مع الجزيرة مباشر بتوجيه رسالة إلى جميع المسؤولين الفلسطينيين، قائلًا “الاحتلال الذي يمارس القتل والتدمير والتهجير، يريد أرضًا بلا شعب. فإما أن نستسلم له أو نقاومه”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان