أطباء متطوعون من قطر يروون جانبا من مآسي الأزمة الإنسانية في غزة (فيديو)

روى أطباء متطوعون من قطر جانبًا من مآسي الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بعدما دخلوا القطاع مع قوافل الإغاثة الطبية.

الفريق المتطوع الذي اتخذ قرار السفر إلى قطاع غزة انتظر نحو خمسة أشهر للحصول على الموافقات اللازمة لدخول القطاع وفق ما كشف عنه الطبيب أنس حجاوي، جراح العظام، إذ قال: “منذ بداية الحرب ونحن نفكر في كيفية مساعدة أهلنا في قطاع غزة، وقرار الدخول إلى غزة اتخذناه منذ فترة طويلة، وبعد تقديم الطلب، انتظرنا نحو أربعة أو خمسة أشهر للحصول على الموافقة لدخول القطاع”.

وأضاف حجاوي: “رغم قسوة المشاهد التي نقلتها الكاميرات، إلا أن الواقع في غزة مفزع، فمنذ لحظة دخولي وحتى وصولي إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، كنت أبحث عن مبنى سليم أو غير مدمر، لكن للأسف لم أجد، فالدمار كان في كل مكان، وأكبر بكثير مما يظهر عبر الشاشات”.

وكشف طبيب العظام عن مآسي الوضع في المستشفيات مشيرا إلى انعدام أبسط المعدات اللازمة للقيام بعملهم، مضيفا أن الواقع أسوأ بكثير مما قد نتخيله، وهناك نقص حاد في كل شيء “حتى الأدوات الطبية التي يفترض التخلص منها بعد الاستخدام الأول، هنا في غزة يعاد استعمالها مرات عدة بسبب انعدام الموارد”.
ويضيف حجاوي أن كثيرا من المرضى لا يتلقون الدواء ولا العلاج اللازم لهم بسبب منح الأولوية للحالات الأكثر حرجا.

“الصدمة كبيرة”

وفي السياق ذاته، تحدث الطبيب محمد المناصير، استشاري الكلى والمسالك البولية، الذي جاء ضمن البعثة الطبية القطرية، قائلًا: “على الرغم من متابعتنا للأخبار والصور، إلا أن الصدمة كانت كبيرة جدًّا عند وصولنا ومشاهدتنا للواقع بأعيننا”.

وعن أصعب المواقف التي عاشها الطبيب المناصير قال إن أصعب موقف عاشه أثناء وجوده في غزة كان حين استقبل طفلا يبلغ من العمر عامين تعرض لقصف إسرائيلي: “استقبلنا طفلًا يبلغ من العمر عامين بعد تعرضه لقصف إسرائيلي، وكانت حالته حرجة للغاية، فأدخلناه غرفة العمليات وبذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذه، لكنه فارق الحياة صباح اليوم التالي، وأكثر ما آلمني أن الطفل كان يحمل نفس اسم ابني، وكان في نفس عمره”.

وبشأن وضع القطاع الصحي، وصف استشاري الكلي والمسالك الوضع بأنه مأساوي، موضحا: “بصراحة، لا يمكن تخيل سوء الأوضاع إلا بالعيش داخل القطاع، فهناك نقص شديد في جميع المستلزمات الطبية، والأجهزة متهالكة، وأحيانًا يموت المريض بسبب عدم توفر الأدوات أو العلاج المناسب”.

ووجه المناصير نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك السريع لدعم أهالي غزة، مشددا على ضرورة فتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات الطبية، والسماح بدخول المزيد من الوفود الطبية.