ركضا عاريين بأمر الاحتلال.. ضرب وتحقيق وإهانات لشقيقين من مخيم نور شمس (فيديو)

قالت عائلة قرعاوي، التي تعيش بمخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، إن اثنين من أبنائها تعرّضا لاعتداءات وتنكيل من جانب الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتياحه للمخيم وإجباره الأهالي على النزوح القسري، وذلك بعد شهور من استشهاد شقيقين من العائلة على يد قوات الاحتلال.
وعن تفاصيل اعتداء الاحتلال على الأسرة، قال محمد كمال قرعاوي، للجزيرة مباشر “أثناء الاجتياح، اضطررنا للنزوح من المخيم. وعند وصولنا طريق الإسكان، فوجئنا بالجيبات (المركبات) العسكرية تطفئ أنوارها عند مدخل المخيم، وكأنها تنتظر خروجنا”.

جولة من الضرب والتحقيق والإهانات
وتابع “ما إن توقفت سيارتنا حتى هاجمونا بشكل همجي، وأنزلونا منها بالقوة، وأجبروا عائلتي على الجلوس في الشارع، ثم أخذوني أنا وأخي، وبدأت جولة من الضرب والتحقيق والإهانات”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد استشهاد 20 من عائلته.. طالب في غزة يؤسس منظمة لدعم دارسي الطب (فيديو)
الاحتلال يحاصر كنيسة القيامة في “سبت النور” ويحول القدس إلى ثكنة عسكرية (فيديو)
مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخرين في استهداف مركبة مدرعة شرقي غزة (فيديو)
وأضاف “جردونا من ملابسنا، وأبقونا بملابسنا الداخلية، ثم قيّدونا واحتجزونا داخل الجيبات لمدة 8 ساعات، حيث تعمّد الجنود السير بسرعة في المناطق الوعرة لإيذائنا. بعد ذلك، نُقلنا إلى معسكر الطيبة، حيث قضينا 19 ساعة إضافية في ظروف قاسية دون طعام أو ماء، مع استمرار الضرب والإهانة. أي طلب كنّا نطلبه، كان يُقابل بالمزيد من العنف”.
بأمر الاحتلال.. الركض عرايا مسافة 500 متر
وأشار قرعاوي إلى تفاصيل إفراج الاحتلال عنهما، حيث نقلهما الجنود إلى منطقة مجهولة، بالقرب من مستوطنة إسرائيلية، وهما مجرّدان من ملابسهما، ومعرّضان لخطر اعتداء المستوطنين أو الجيش، وأطلقوا سراحهما هناك.
وأوضح أنه اضطر هو وشقيقه إلى الركض مسافة 500 متر، بأوامر من الجنود الذين استمروا في تهديدهم بالسلاح، حتى تمكّنوا من الوصول إلى أقرب منزل في عزبة شوفة، حيث وفّر لهم الأهالي المساعدة والملابس.
“ضربوا أولادي أمام عينيّ”
أما والدتهما حنان قرعاوي، فتحدثت عن اللحظات الصعبة التي مرت بها العائلة أثناء التنكيل بولديها عبد الله ومحمد، قائلة “عندما أخذوا أولادي وضربوهم أمام عينيّ، كان ذلك أقسى من أي شيء”.
وتابعت بأسى “لم أكن قادرة على فعل أي شيء، كانوا حوالي 20 جنديًّا يحيطون بنا، والرصاص يمر فوق رؤوسنا. وبعد ساعات من التنكيل، أعادوهم إلينا بحالة يُرثى لها؛ وجوههم وأجسادهم مليئة بالكدمات والجروح”.
واستطردت “عندما أفرجوا عنهم في منتصف الليل، اتصلوا بزوج ابنتي ليأخذهم. قبل وصولهم إلى المنزل، قيل لي: ’المنظر الذي ستشاهدينه صعب، لا تصرخي أو تبكي‘”.
وكان الاحتلال قد اغتال الشقيقين “مؤمن ومهند” كمال قرعاوي في عمليتين منفصلتين في شهر أغسطس/آب 2024.
ومنذ أكثر من شهرين، يواصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، بدأت من جنين وامتدت إلى طولكرم وطوباس ونابلس ومدن أخرى، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وتهجير عشرات الآلاف من منازلهم، واعتقال العديد من الفلسطينيين، كما أخضع الاحتلال عائلات فلسطينية للتحقيق، وحوّل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية.