“نفيت أنني من غزة”.. رانيا النجار تروي كابوس اعتقالها بسجون الاحتلال وتكشف عن أصعب موقف (فيديو)

في حادثة جديدة تسلط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، روت الأسيرة المفرج عنها رانيا علي النجار من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تجربتها المريرة بعد اعتقالها أثناء ذهابها لرحلة علاج في الضفة الغربية. رانيا، التي أُفرِج عنها قبل بضعة أيام من حاجز كيسوفيم، ووصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة، في حالة إعياء شديدة، قالت للجزيرة مباشر “اعتقال النساء داخل السجون الإسرائيلية هو موت تحت التعذيب”.
لحظات التحقيق القاسية
ووصفت لحظات التحقيق القاسية والتنقلات بين المحاكم قائلة “من شدة الخوف كنت أقول لهم إنني لست من غزة لما كنت أسمعهم ماذا يفعلون في نساء غزة. في التحقيق قالوا لي قديش إلك موجودة وأنت من وين؟ ثم نقلوني إلى محكمة السبع التي تم تأجيل محاكمتي فيها لاحقًا. أيام طويلة قضيتها وأنا أنتقل بين المحكمة وسجن الرملة حيث كانوا يأخذونني كل أسبوعين”. وتحدثت رانيا عن معاناتها داخل السجون مشيرة إلى ما تعرضت له من تعذيب نفسي وظروف قاسية “كانوا يربطون أيدينا وأرجلنا لوقت طويل ويمنعوننا من شرب المياه ونحن صائمون. ظللت يومين بدون مياه”.
أصعب موقف
وأضافت “أصعب موقف كان عند اعتقالي عندما وضعوني في غرفة مع امرأة مجنونة تصرخ ليلًا وتعاني من حالة نفسية صعبة. كانوا يضغطون علينا نفسيًّا، وأذكر صباح أحد الأيام عندما طلبت إحدى الأسيرات شيئًا نسائيًّا ورفضوا، ثم حضروا مرتدين الطواقي وحاملين العصي وبدؤوا بضربها ورشها بالغاز والفلفل حتى إن الغاز وصل لي وتعبت جدًّا حسيت روحي طلعت”. كما أشارت رانيا إلى أن المحاكم كانت تستغرق أوقاتًا طويلة وخصوصًا في شهر رمضان “كانوا يأخذوننا للمحكمة ونحن صائمون، ثم أبلغونا أننا محكومون لمدة 5 أشهر”.
“أصبحت بلا مأوى”
وأوضحت رانيا معاناتها مع مسألة الملابس قائلة “لم يكن لديّ من الملابس سوى ما أرتديه وطلبت من المسؤولين أن يوفّروا لي ملابس ومستحضرات نسائية، فقالوا لي: أنتم من الضفة وأنتم من غزة، لا نعطيكم شيئًا”. وعن معاناتهن مع الطعام قالت “كانوا يحضرون لنا الدجاج وعليه الريش ولم يكن نظيفًا. وفي الأسبوع الأخير، حرمونا من الخبز بسبب أعيادهم، إذ كان الخبز ممنوعًا لديهم خلال احتفالاتهم، فأجبرونا على عدم أكله وصوم صيامهم. تأذّت معدتي كثيرًا بسبب ذلك”. وتختم رانيا حديثها بحزن شديد “كأمّ في السجن كنت أتألم على أولادي وإخواني وعائلتي. كنت أهاتفهم وقلبي عليهم. لم يسمحوا لي بالتحدث مع أطفالي. بعد خروجي من السجن وجدت منزلي الذي بنيته على مدار 20 عامًا مدمّرًا بعد استهدافه في منطقة عبسان. أصبحت الآن بلا مأوى ولا مكان يحميني وأطفالي”. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الفلسطينية رانيا النجار في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، عند ذهابها من قطاع غزة إلى الضفة الغربية لتلقّي العلاج.