عشرات الضحايا واستنفار طبي واسع.. قصف يستهدف سجن الأبيض في شمال كردفان

لقي ما لا يقل عن 21 نزيلًا مصرعهم وأُصيب 47 آخرون جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة يُشتبه بانتمائها لقوات الدعم السريع استهدف سجن مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، في تصعيد خطر جديد ضمن النزاع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم.
ووفق مصادر طبية تحدثت للجزيرة مباشر، فقد سقط صاروخ على مبنى السجن، ما أدى إلى سقوط العشرات من الضحايا، وسط استنفار طبي واسع في مستشفيات الأبيض والضمان التي استقبلت المصابين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالقوة المشتركة تسيطر على مدينة الخوي غربي السودان
القوة المشتركة تعلن السيطرة على مدينة الخوي في غرب كردفان
لليوم السادس على التوالي.. مسيَّرات الدعم السريع تستهدف بورتسودان
وأكد مدير إدارة السجون في الولاية، فخر الدين بشرى، أن الهجوم يمثل “جريمة مكتملة الأركان”، متهمًا الدعم السريع باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، مشددًا على استمرار القوات النظامية في تأمين السجن وتطبيق القانون.
من جهتها، أدانت شبكة أطباء السودان الهجوم، ووصفت القصف بأنه “استهداف متعمد” للسجن الذي يضم نحو 5 آلاف نزيل، وطالبت المنظمات الأممية والدولية بالتحرك لوقف ما وصفته بـ”الانتهاكات المتصاعدة” بحق المدنيين.
أهمية مدينة الأبيض
وتقع مدينة الأبيض تحت سيطرة الجيش السوداني، الذي تمكن في فبراير/شباط الماضي من كسر حصار فرضته قوات الدعم السريع لمدة عامين.
وتُعد الأبيض مركزا لوجستيا استراتيجيا، إذ تقع على مفترق طرق حيوي يربط العاصمة السودانية الخرطوم بإقليم دارفور، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطقه.
وإلى الغرب من الأبيض، أعلنت قوات الدعم السريع مطلع مايو/أيار الجاري سيطرتها على مدينة النهود الحيوية في غرب كردفان، مما أدى إلى عرقلة محاولات الجيش تعزيز مواقعه في مدينة الفاشر المحاصرة، آخر مدن دارفور التي لا تزال تحت سيطرته.
مجزرة في الفاشر
وفي تصعيد آخر، قتل 14 مدنيا من عائلة واحدة، أمس الجمعة، في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، بحسب ما أفادت به مصادر إغاثية وغرفة طوارئ المخيم.
وأضافت المصادر أن الهجوم أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وسط أوضاع إنسانية مأساوية، فيما تستمر القوات في قصف أحياء المدينة بشكل يومي.
وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر، أن المدينة لا تزال تحت سيطرة قواتها، مشيرة إلى تنفيذ عمليات تمشيط في الأحياء ومحيط المدينة، بعد مقتل 3 مدنيين وإصابة 16 بينهم 6 أطفال في قصف الدعم السريع.
الفاشر، التي تعد آخر عاصمة ولائية في إقليم دارفور خارج سيطرة الدعم السريع، تتعرض لهجمات يومية مكثفة، وصفتها لجان المقاومة بأنها “مجزرة دموية”، موثقة سقوط أكثر من 750 قذيفة خلال أسبوع واحد فقط في إبريل/نيسان.
هذا الفيدو يوثق معاناة النازحين الفارين من الفاشر ومعسكراتها ابوشوك وأبوجا وزمزم، غالبيتهم من النساء والاطفال، تطلق منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنساني عاجل لكل المنظمات المحلية والدولية.https://t.co/KXldvfcYPC
Please donate to support Sudanese people in north darfur state… pic.twitter.com/JdXLcVI6VA— Darfur Victims Support (@DVSorg) May 10, 2025
نزوح جماعي وهجمات متواصلة على بورتسودان
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الهجمات دفعت الآلاف للنزوح من مخيم زمزم، الذي كان يؤوي قرابة مليون شخص، ليصبح شبه خالٍ.
وتخشى منظمات دولية من ارتكاب فظائع بحق المدنيين في حال استمرت الهجمات دون تدخل.
في موازاة ذلك، تتعرض مدينة بورتسودان، شرقي السودان، لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة لليوم السادس على التوالي، حيث أفاد شهود عيان بتصاعد أعمدة دخان من محيط الميناء عقب هجوم، فجر أمس الجمعة.
وتصدت المضادات الأرضية للجيش للهجمات، وكان الجيش السوداني قد اتهم في وقت سابق قوات الدعم السريع بشن هجمات مشابهة استهدفت منشآت مدنية، بينها مستودعات الوقود ومحطة الكهرباء ومطار بورتسودان.
وتستمر الحرب بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف إبريل 2023، وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وفق الأمم المتحدة، بينما تشير تقديرات إلى أن العدد قد يتجاوز 130 ألفا، وسط نزوح قرابة 15 مليون سوداني داخليًا وخارجيًا.