تأخر الجراحات العاجلة يهدد “عيون غزة”.. مرضى فقدوا أبصارهم وأطباء يكشفون حجم الكارثة (شاهد)

يواجه آلاف الأشخاص من مصابي العيون في قطاع غزة أخطار فقد البصر، بسبب حاجتهم إلى تدخّلات جراحية عاجلة، لا تتوفر في ظل استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على القطاع.

وأكد طبيب العيون إياد أبو كرش، للجزيرة مباشر، أن العديد من المرضى قد فقدوا أبصارهم نتيجة تأخّر التدخّل الطبي ونقص الإمكانيات، خاصة مستلزمات العيون.

“فقدتُ عيني”

وقالت سامية أبو حليمة، وهي والدة فتى فقد بصره بعد إصابته في الحرب وتأخّر علاجه “لما ابني تصاوب، راح أكثر من مستشفى، ولا مكان استقبل حالته لأنها خطيرة، لحد ما نقص دمه وهو بينزف.. دخل العناية المركزة لمدة 10 أيام تقريبا، ولما طلع كان فاقد بصره، وكانت حالته النفسية سيئة جدا”.

وقال ابنها علي أبو حليمة، الذي فقد بصره جراء تأخّر التدخل الطبي “أنا فقدت عيني، لأنه لما تصاوبت ما كان في مستشفيات، وأنا نفسي أطلع برة أتعالج بالخارج، وأرجع أشوف ثاني”.

إصابات تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل

وأوضح الدكتور حسام داود، استشاري جراحة العيون في قطاع غزة أن “هناك حالات كثيرة جدا فقدوا بصرهم، لأن معظم الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال يوجد بها مواد متفجرة تخترق العين، وتستقر في الجزء الخلفي من العين، فيصاحبها انفصال شبكي”.

وتابع “هذه الحالات تحتاج إلى تدخّل جراحي عاجل جدا، ولكن للأسف بسبب الحصار، ومنع الأجهزة والأدوات، مُنع العديد من المصابين من هذه التدخلات، فتؤدي لفقدان البصر”.

شح الإمكانيات

وأشار الدكتور علاء الشلبي، استشاري جراحة العيون الأردني المتطوع، إلى أن نقص الإمكانيات وتقادم الأجهزة يجعل من الصعب معالجة حالات انفصال الشبكية، سواء الناتجة عن أمراض أو إصابات بشظايا قذائف الاحتلال، مما يزيد من احتمال فقدان البصر بسبب التأخير في العلاج.

وتحدّثت سامية الجملة، وهي مواطنة فقدت بصرها بسبب عدم توافر العلاج، للجزيرة مباشر عن معاناتها اليومية وصعوبة التنقل والعيش منذ أن فقدت بصرها، حيث يعيشون في خيمة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، إن حوالي 1500 فلسطيني في قطاع غزة فقدوا أبصارهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 20 شهرا، وإن نحو 4 آلاف آخرين مهددون بفقدانها في ظل نقص الأدوية والتجهيزات الطبية وانهيار المنظومة الصحية.