ياسمين العثمان.. سورية تقود طريق الأمان في ريف إدلب (فيديو)

وسط ركام الحرب ومخلفات القذائف، وفي أرض خُطّت عليها سنوات من الدمار والخوف، تنهض نساء سوريات من ريف إدلب، شمالي البلاد، ليمسحن آثار الموت، ويصنعن دربا آمنا للعودة.

فبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد نهاية عام 2024، بدأت فرق إزالة الألغام في العمل على تطهير المناطق التي انسحبت منها قواته، وخلفت فيها كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

في مقدمة هذه الفرق، تقدمت ياسمين العثمان، وهي إحدى الرائدات في هذا الميدان، تقود فريقا نسائيا تابعا لمنظمة “هالو تراست” الدولية المختصة في إزالة الألغام، وتجمع بين الشجاعة والخبرة في مواجهة ما خلفته آلة الحرب من أخطار دفينة.

فرق إزالة الألغام

تقول ياسمين، في حديثها للجزيرة مباشر، إنها بدأت العمل قبل خمس سنوات في مشروع خاص بإدارة شؤون ضحايا الألغام، ثم انتقلت إلى التوعية المجتمعية، قبل أن تتلقى تدريبات متقدمة على أيدي خبراء دوليين في تفكيك الذخائر، لتقود لاحقًا فرق إزالة الألغام بنفسها.

وتضيف: “لم يكن دخولي لهذا المجال سهلا، لكنه كان بدافع داخلي قوي. أردت أن أساعد في تأمين عودة أهلنا إلى بيوتهم دون خوف. أشعر اليوم بفخر كبير حين أرى أماكن كانت مزروعة بالموت، تحوّلت إلى أراضٍ آمنة يمكن للأطفال أن يلعبوا فيها من جديد”.

ولا تقتصر جهود إزالة المخلفات الحربية على الجانب الفني، بل تحمل في طياتها بُعدا إنسانيا كبيرا. إذ تشير الأمم المتحدة إلى وجود نحو 320 ألف قنبلة ولغم غير منفجرة في سوريا، بينما أفادت هيومن رايتس ووتش بأن أكثر من 600 شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب هذه المخلفات منذ سقوط النظام أواخر 2024.

معايير السلامة

من جهته، أوضح عبد الله الإبراهيم، أحد أعضاء الفريق في منظمة “هالو تراست”، أن عمليات المسح والتفكيك تتم وفق أعلى معايير السلامة.

وأكد الإبراهيم أن الهدف الأسمى للفريق هو تأمين “عودة كريمة وآمنة للأهالي”، مشيرا إلى أن المخلفات التي خلفها النظام السابق كانت تهدد حياة المدنيين لسنوات.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان