استياء شعبي في الهند بعد إعلان وقف إطلاق النار مع باكستان (فيديو)

في خضم تصاعد المواجهات العسكرية بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، جاءت تغريدة مفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، معلنة وقفا فوريا لإطلاق النار بين البلدين، وهو ما مثّل تطورا دراماتيكيا قلب التوقعات رأسا على عقب.

ورغم أن الإعلان الأمريكي قُوبل بالترحيب في بعض الأوساط باعتباره خطوة نحو التهدئة، فإن مشاعر الاستياء وخيبة الأمل سيطرت على أوساط واسعة من الشارع الهندي، ولا سيما بين أنصار حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم.

“توقيت غير مناسب”

واعتبر كثيرون أن وقف إطلاق النار تمّ في توقيت غير مناسب ويعكس تراجعا مفاجئا عن موقع قوة كانت الهند قد وصلت إليه في ساحة القتال.

وغزت منصات التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة، أبرزها من الكاتبة الداعمة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، شيفالي فايديا، التي قالت عبر منصة إكس “يبدو الانسحاب مخيبا للآمال بعض الشيء عندما تكون متقدما بوضوح”، في تعبير عن حالة من الإحباط.

“الهدنة ليست نهاية للصراع”

وفي السياق ذاته، عبّر محللون وخبراء في الشؤون الخارجية عن ارتباكهم من التهدئة المفاجئة. وأشار المحلل السياسي كالول بهاتاشاريا إلى أن التوقعات كانت تشير إلى عمليات محدودة لمكافحة الإرهاب، لكن ما حدث كان تصعيدا سريعا نحو مواجهة عسكرية شاملة.

وأوضح بهاتاشاريا في حديثه للجزيرة مباشر أن “الهند لا تنكر وقوع خسائر، لكن حتى اللحظة لا توجد بيانات رسمية توضّح حجم الإصابات أو خسائر المعدات، في ظل تزايد التكهنات بفقدان طائرة، من دون تأكيد حكومي شفاف”.

وحذر بهاتاشاريا من اعتبار الهدنة نهاية للصراع، معتبرا أن الدور الأمريكي المفاجئ في التوصل لوقف إطلاق النار يعكس “رغبة واشنطن في ترسيخ نفوذ استراتيجي ضمن المعادلة الهندية الباكستانية”.

جنود من الجيش الباكستاني على الحدود مع الهند
جنود من الجيش الباكستاني على الحدود مع الهند (رويترز)

“أمر مؤلم”

وبينما عاد الهدوء إلى جانبي الحدود، بقيت الأسئلة مفتوحة في الداخل الهندي، حول خلفيات القرار المفاجئ وما إذا كان يمثل نهاية للنزاع أم مجرد استراحة مؤقتة. وظهر ذلك جليا في تعليقات شخصيات سياسية وخبراء رأي.

وقال الخبير السياسي إرشاد أحمد إن خيبة الأمل تعود إلى أن التوقعات كانت أن “تركع باكستان وتطلب الصفح”، مضيفا “لكن ذلك لم يحدث، وهو أمرٌ مؤلم”، ثم استدرك قائلا إن الهدف الحقيقي كان “استهداف مخابئ الإرهابيين”، وقد تحقق بنجاح.

“احترام تضحيات الجنود”

وامتدت حالة التململ إلى الشارع الهندي، حيث عبّرت الطالبة ديبالي يادو من دلهي عن استيائها من القرار، قائلة إن الحرب “كان يجب أن تُحسم بطريقة حاسمة كما فعلت إنديرا غاندي في حرب بنغلاديش عام 1971″، مشيرة إلى ما اعتبرته ضعفا في أداء رئيس الوزراء الحالي.

أما المواطن محمد سعد، فطرح تساؤلات عن جدوى وقف الحرب في حين تستمر الهجمات من الجانب الباكستاني، قائلا “عندما يُقال لنا إننا ‘فيشواغورو’ (قائد العالم)، لماذا نوقف الحرب بوساطة خارجية؟”.

من جانبه، شدد المواطن أروند كمار على أهمية احترام تضحيات الجنود، مطالبا بأن تُتّخذ قرارات الحرب والسلم بناءً على الواقع الميداني لا تحت ضغوط دولية. وشاركه الرأي مواطن آخر يُدعى ووك يادو، عبّر عن حزنه لتوقف الحرب مع أن التهديدات لا تزال قائمة.

أما أرين أديتيا، فقد دعا إلى استخدام القوة بشكل حاسم عند الضرورة، مؤكدا أن “الدفاع عن الوطن لا يمكن أن يُختزل في الصمت”.

وسط هذا المشهد المتداخل من المواقف والانفعالات، يبقى مستقبل العلاقة بين الهند وباكستان مفتوحا على جميع الاحتمالات، في وقت تتزاحم فيه الوساطات الدولية والأجندات الإقليمية على التأثير في مسار نزاع يتجدد كلما بدا أنه انطفأ.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان