منزل خالٍ تماما من الرجال.. مسلسل تنكيل إسرائيل بعائلة تركمان في جنين (فيديو)
شهيد و3 معتقلين

عاد الأسير المحرر أحمد ماهر تركمان، ابن مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلى أحضان والدته بعد أكثر من عامين قضاهما في الاعتقال الإداري داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، دون توجيه أي تهمة رسمية أو محاكمة عادلة.
“جحيم ومقبرة للأحياء”
وأفرج عن تركمان بعد قضائه 25 شهرا متنقلا بين عدة سجون، في ظروف وصفها بأنها “جحيم ومقبرة للأحياء”، إذ روى أن الأسرى عانوا شتى أنواع الانتهاكات.
اقرأ أيضا
list of 4 items“ننتصر أو نموت”.. مواطنون في طهران ينددون بالهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية (فيديو)
“تساؤلات بشأن اليورانيوم المخصب”.. هل نجت إيران ببرنامجها النووي رغم القصف الأمريكي والإسرائيلي؟
ترامب يعلن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
وقال تركمان “تعرضنا للضرب والقمع المستمر، كانوا ينقلوننا من قسم إلى آخر وسط صياح وتنكيل. الطعام كان قليلا ورديئا وغير ناضج، والسجن لم يكن سوى مقبرة. كنا معزولين تماما عن عائلاتنا وأحبتنا. إنه ابتلاء صعب وقاس للغاية”.
مسلسل التنكيل بالعائلة
وينتمي تركمان إلى عائلة دفعت أثمانا باهظة في مسيرتها الوطنية؛ فوالده ماهر تركمان لا يزال أسيرا في سجون الاحتلال منذ أكثر من عامين، وقد استشهد شقيقه محمد عام 2022 متأثرا بجروح أصيب بها خلال اعتقاله.
وفي ذات العام، نفذ ماهر تركمان وابنه محمد، وابن أخيه وليد، عملية استهدفت حافلة تقل جنودا من الاحتلال في منطقة الأغوار، أسفرت عن إصابة 6 جنود إسرائيليين. على إثر العملية، اعتقل الاحتلال محمدا ووليدا، إضافة إلى الشقيق الأصغر محمود، الذي كان يبلغ حينها 15 عاما.
ولاحقا، اعتقل ماهر بعد 9 أشهر من المطاردة، وبعد أيام قليلة من اعتقاله، استشهد محمد متأثرا بحروق بالغة أصيب بها خلال لحظة اعتقاله. أما محمود فلا يزال في السجن حتى اليوم، وقد بلغ السابعة عشرة من عمره.
منزل خالٍ تماما من الرجال.. 3 في السجن وشهيد
جاء اعتقال أحمد استكمالا لمسلسل التنكيل بالعائلة، مما جعل منزلهم خاليا تماما من الرجال، تاركا والدتهم تواجه وحدها ألم الفقد ووجع الانتظار.
وقالت والدة أحمد، للجزيرة مباشر “الوضع كان صعبا جدا علينا؛ ثلاثة في السجن وشهيد، ولم يكن هناك أحد يعينني أو يساندني. الاحتلال تعنت معنا حتى في دفن ابني الشهيد محمد؛ فقد أجبرونا على دفنه عند منتصف الليل، ولم يسمحوا لنا بالإعلان عن استلام جثمانه أو عن مكان دفنه، ولا حتى بإقامة عزاء له”.
ورغم كل هذه الابتلاءات تؤكد الأم صمود الأسرة، وتضيف “معنوياتنا عالية، ونأمل أن يفرج قريبا عن باقي المعتقلين”.
وبحسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9900 أسير، من بينهم نحو 3500 معتقل إداري، يعيشون أوضاعا باغة الصعوبة، بحسب شهادات أسرى محررين، وتقارير منظمات حقوقية دولية.