مع استمرار حرب الإبادة على غزة.. أبرز ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية في بغداد (فيديو)

دعت القمة العربية التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، إلى وقف فوري لحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وإلى فتح كل المعابر المؤدية للقطاع لإيصال المساعدات.
وشدد البيان الختامي للقمة العربية الـ34 على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعا جميع الدول إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة بشأن إعادة إعمار غزة.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوأيد البيان دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وطالب بنشر قوات حفظ سلام دولية بالأرض الفلسطينية المحتلة حتى تنفيذ حل الدولتين.
البيان الختامي للقمة العربية في #بغداد يؤكد رفض تهجير الشعب الفلسطيني ويطالب المجتمع الدولي بالضغط من أجل وقف إراقة الدماء في #غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والعمل على إيجاد حل سياسي للصراع في #السودان#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/p21ouwS4SR
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 17, 2025
وقف حرب الإبادة
المشاركون في القمة أكدوا مركزية القضية الفلسطينية، بكونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة، ودعمهم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين.
وأدان القادة العرب جميع الإجراءات والممارسات اللاشرعية من قبل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، التي تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق وتحرمه من حقه في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية.
وطالب المشاركون بوقف فوري للحرب في غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء بالقطاع.
وحض القادة العرب “المجتمع الدولي والدول ذات التأثير على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق في غزة”.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 174 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعمار غزة
المشاركون في القمة العربية دعوا “جميع الدول إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 مارس/ آذار 2025، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 مارس 2025، بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة”.
وأوضحوا أن هذا يأتي في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع محاولات تهجيره.
ورحب القادة العرب بالمقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وفي مقدمتها دعوة رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني في القمة العربية الطارئة في القاهرة 2023، والقمة العربية الإسلامية في السعودية 2024، لإنشاء صندوق عربي-إسلامي لإعادة إعمار غزة ولبنان.
وشددوا على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين وكالات الأمم المتحدة، ولاسيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من العمل في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الدعم الدولي لها للنهوض بمسؤولياتها واستئناف مهامها.
الرئيس المصري: حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع الدول العربية كافة فإن السلام العادل والشامل سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسـ ـطينية#الجزيرة_مباشر #القمة_العربية pic.twitter.com/eVC07aQAUS
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 17, 2025
ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة عبور أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على حدوده.
كما رحب المشاركون في القمة بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة البالغ عددهم زهاء 40 ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين، لا سيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم.
وثمنوا في هذا السياق مبادرة استعادة الأمل التي أطلقها الأردن لدعم مبتوري الأطراف في غزة، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات لدعم جهود الإغاثة في القطاع الصحي بغزة.
رفض التهجير
وجدد المشاركون في القمة تأكيد مواقفهم السابقة بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر.
واعتبروا أن مثل هذا التهجير يُعد انتهاكا جسيما لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية بغزة، طالب وزراء ومسؤولون إسرائيليون بإعادة احتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين منه حيث علت تلك الأصوات مجددا بعد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنها في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها.
وأدان المشاركون في القمة سياسات التجويع والأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
وجددوا موقفهم الثابت في الدعوة إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، أيد المشاركون دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وأوضحوا أن هذا يشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى قبول عضويتها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة، وضمان استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وتقرير المصير.
قوات حفظ سلام
المشاركون في قمة بغداد طالبوا بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
كما طالبوا مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين، ضمن نطاق المسؤوليات التي تقع على عاتقه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين، مشددين على ضرورة وضع سقف زمني لهذه العملية.
ودعا المشاركون أيضا في القمة كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة.
الرئيس الفلسـ ـطيني في كلمته بقمة بغداد: على حمـ ـاس والفصائل تسليم سلاحها للسلطة الفلسـ ـطينية#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/aT3OUDBL3q
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 17, 2025
ورحبوا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها بتاريخ 10 مايو/ أيار 2024 بشأن طلب دولة فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بتأييد من 143 دولة.
وفي هذا السياق، دعوا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة النظر في قراره الصادر بهذا الخصوص في جلسته بتاريخ 18 أبريل/ نيسان 2024.
كما طالبوا المجلس بأن يكون منصفا ومساندا لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية، والعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة.
وفي 18 أبريل 2024، استخدمت الولايات المتحدة سلطة النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع تمرير مشروع قرار كان يوصي بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وطالب المشاركون في القمة المجتمع الدولي بـتنفيذ قرارات مجلس الأمن التي صدرت منذ تاريخ العدوان على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بما فيها القرار 2720.
تهويد القدس
المشاركون في القمة شددوا أيضا على قدسية مدينة القدس المحتلة ومكانتها عند الأديان السماوية، مدينين كل المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة، وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مقدساتها.
وأكدوا ضرورة توفير الحماية للأماكن المقدسة في بيت لحم وعدم المساس بهويتها الثقافية والدينية.
وأشاروا إلى دعمهم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في الحفاظ على هويتها العربية، والإسلامية، والمسيحية.
وشدد القادة العرب على أن المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف المبارك هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، الذي يُشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونما مكان عبادة خالص للمسلمين.
دعوا لوقف إطلاق النار في غـ ـزة.. جانب من الكلمات الافتتاحية في #القمة_العربية المنعقدة في #بغداد بدورتها 34#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/9f0RvGGBR1
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 17, 2025
في السياق، ثمن القادة المشاركون في القمة مواقف الدول الأوروبية (إسبانيا والنرويج وأيرلندا) التي اعترفت بدولة فلسطين في مايو/ أيار 2024.
وحثوا الدول الأخرى على اتباع الخطوة ذاتها، وأن تضع في اعتبارها بأن التاريخ سيسجل المواقف.
كما أعربوا عن دعمهم الكامل ومساندتهم لموقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال للأراضي الفلسطينية، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.