أمام صمت العالم.. لازاريني يتساءل: كم فلسطينيا يجب أن يموت ويُمحى من أرضه لتتحرك الإنسانية؟

حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، مساء السبت، من التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، متسائلا “كم فلسطينيا يجب أن يموت ويُمحى من أرضه بسبب القصف أو الجوع أو نقص الرعاية الطبية”.
وفي تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس، قال لازاريني إن “أكثر من 250 فلسطينيا قُتلوا خلال اليومين الماضيين فقط”، مشددا على أن “هؤلاء أرواح، وهؤلاء بشر، ولا يمكن اختزالهم إلى مجرد أرقام”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحماس تدعو إلى تصعيد المواجهة في الضفة لصد هجمات المستوطنين
كتائب القسام تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين في اشتباك بالأسلحة الرشاشة
أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة: حرب نتنياهو على غزة سياسية والضغط العسكري لن يعيد المختطفين (فيديو)
وأعرب المسؤول الأممي عن صدمته من “تحوُّل الفظائع إلى أمر اعتيادي تحت أنظار العالم”، مؤكدا أن “غير المحتمَل أصبح محتمَلا بسبب عدم المبالاة الذي يسيطر على المواقف الدولية”، وتساءل “هل هذه هي إنسانيتنا الجديدة؟”.
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 200 فلسطيني، وهجَّر قسرا نحو 300 ألف من شمال القطاع إلى مدينة غزة، ودمر قرابة ألف وحدة سكنية خلال 48 ساعة، ضمن حرب الإبادة التي يرتكبها ضد المدنيين”.
وأضاف لازاريني مقتبسا عن الكاتب عمر العقاد “في يوم ما، سيكون الجميع دائما قد عارضوا هذا”، محذرا في الوقت ذاته من أن “ذلك اليوم سيكون متأخرا جدا، وسيبقى لطخة في ضمير الإنسانية لأجيال قادمة”.
How many more Palestinian lives will be wiped off from their homeland by bombardments, hunger or lack of medical care?
More than 250 Palestinians in #Gaza have been reported killed in the last two days alone.
These are lives.
These are human beings.
They cannot just be…— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) May 17, 2025
والعقاد هو صحفي وروائي مصري حاصل على الجنسية الكندية، وهو صاحب كتاب “يوما ما سيكون الجميع ضد ما حصل”، الذي يسلط الضوء على التناقضات الأخلاقية في صميم الليبرالية الغربية، خصوصا بعد الأهوال التي شهدها أهل غزة والعالم واقف يتفرج.
ويطرح الكتاب “تساؤلات عن حقيقة ما تعنيه القيم الغربية أمام القتلى من الرضع والأطفال المشوهين والمصابين بصدمات نفسية والعائلات والمجتمعات التي مُحيت في غزة وفي صراعات أخرى بالعالم”.

وتعكس تصريحات لازاريني قلقا متزايدا داخل الأوساط الأممية من تفشي ثقافة التطبيع مع المجازر، وفقدان العالم حساسيته اتجاه معاناة المدنيين في غزة، مع استمرار الحرب وغياب الأفق السياسي لوقفها.
يموتون جوعا
وفي تدوينة سابقة له اليوم، قال لازاريني إن “شعب غزة يموت جوعا”.
وأضاف أن “مساعدات الوكالة (الأونروا) لغزة مكدَّسة خارج القطاع”، محذرا من فساد الطعام وانتهاء صلاحية الأدوية.
وطالب المفوض العام للأونروا برفع الحصار، وفتح البوابات، وتمكين الوكالة من تأدية عملها.
Don’t reinvent the wheel: putting together new “plans” is a distraction from the atrocities + a waste of resources.
The humanitarian community in #Gaza, including @UNRWA, is ready. It has the experience & expertise to reach people in need.
Our aid is piled up outside: food… https://t.co/SsxSsnTLT1
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) May 17, 2025
وحذر لازاريني من وضع خطط جديدة لدعم القطاع، واصفا ذلك بأنه إعادة اختراع للعجلة، وتشتيت للانتباه عن الفظائع، وإهدار للموارد. وأشار إلى أن المجتمع الإنساني في غزة جاهز، ولديه الخبرة للوصول إلى المحتاجين.