من هي الرضيعة الشهيدة التي رُفعت صورتها في الكونغرس الأمريكي؟ (فيديو)

أثار رفع السيناتور الديمقراطي الأمريكي بيتر ويلش صورة الرضيعة الفلسطينية جنان إسكافي، التي استشهدت بسبب سوء التغذية، تساؤلات عن قصة هذه الرضيعة، التي تمثل رمزا لمعاناة آلاف الأطفال والمرضى في قطاع غزة، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق الذي يمنع الغذاء والدواء عن أهالي القطاع.

واستشهدت جنان مطلع الشهر الجاري نتيجة نقص الحليب والعلاج اللازمين لحالتها الصحية.

وقال ويلش، في خطاب أمام الكونغرس، الخميس الماضي، إن جنان “توفيت جوعا، وهي في عمر 4 أشهر، بينما كان حليبها الاصطناعي الذي تحتاجه للبقاء على قيد الحياة متوافرا على الجانب الآخر من الحدود. ولكن بسبب انقطاع المساعدات عن غزة لم يتمكن والداها من الحصول عليه في الوقت المناسب”.

والتقت الجزيرة مباشر آية إسكافي والدة الرضيعة، لتروي قصة ابنتها الشهيدة، بعدما رأى العالم صورتها في الكونغرس. وقالت آية: “بعد إغلاق معابر غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومع عدم توفر الغذاء بدأت أعاني من سوء تغذية. كما بدأت حالة جنان تسوء وبدأ وزنها ينخفض بشكل كبير”.

تعيش على المحاليل الطبية

وأوضحت آية أنه بسبب سوء التغذية الذي عانت منه لم تتمكن من منح طفلتها الحليب الطبيعي الملائم، ما زاد حالتها الصحية سوءًا، مشيرًة إلى أن نوع الحليب المخصص لطفلتها لم يكن متوفرًا في غزة.

وأضافت “جنان كانت تعيش بالأيام على المحاليل الطبية بدون أن تتناول قطرة من الحليب، وذلك بسبب فقدان الحليب الخاص بها، وحالتها متدهورة بشكل كبير، والتحاليل الطبية الخاصة بها كانت سيئة للغاية”.

وتابعت “الحليب المتوفر في غزة لم يكن مناسبا لها، وعانت من الكثير من الأمراض بسبب سوء التغذية، وكانت تعاني من الإسهال المزمن وتعيش على الأكسجين فقط. وضعها كان سيئا للغاية”.

وأردفت “جنان كانت ضحوكة ووردة مفتحة انطفت وذبلت وقطعت من جذعها. كنت أشعر أنها تطالبني بإنقاذها من التعب والمرض الذي تعاني منه، لكنني لم أكن أقدم لها شيئًا وأشعر أن الكثير ينقصني بعد فقدانها”.

إغلاق المعابر منع علاجها

ولفتت إلى أنها حصلت لطفلتها على تحويلة طبية للعلاج بالخارج قبل وفاتها بأيام، وخصوصا مع التدهور الحاد في حالتها الصحية، لكن إغلاق الاحتلال للمعابر كان سببًا في عدم سفرها للخارج ووفاتها في نهاية الأمر.

وأكملت “جنان استشهدت بسبب إغلاق المعابر والجوع والمجاعة التي نحن فيها، ولم أكن أجد ما آكله من طعام لأقدم لها الحليب الطبيعي، وكانت تبكي كثيرًا من الجوع، والوجع الذي تشعر به”.

وأكدت آية أنه بالرغم من أن قصة طفلتها أصبحت عالمية ووصلت للكونغرس الأمريكي، فإن هذا لن يعيد لها طفلتها وحقها الذي ضاع، لكنها تمنت أن تساهم قصة ابنتها في إنقاذ أرواح أطفال آخرين في قطاع غزة، كي لا تعيش بقية أمهات غزة ما عاشته وعانته مع رضيعتها.

وختمت بقولها: “أقول لقادة أمريكا والعالم: لن أسامحكم”.

وتوفيت الرضيعة جنان إسكافي في 2 مايو/أيار الجاري، بمستشفى الرنتيسي غرب مدينة غزة، إثر سوء التغذية نتيجة المجاعة الحاصلة في القطاع.

كارثة إنسانية

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطفلة جنان كانت بحاجة إلى حليب أطفال خالٍ من اللاكتوز، وهو غير متوفر في غزة، بالإضافة إلى أدوية أخرى، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع، الذي يمنع دخول أي أدوية أو غذاء منذ أكثر من شهرين.

وقدم 29 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، يتقدمهم السيناتور ويلش، مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب بإنهاء الحصار على قطاع غزة فورا، ويصف المجاعة التي يتعرض لها القطاع بأنها “كارثة إنسانية”.

وخلال كلمته له أمام مجلس الشيوخ، أشار ويلش لصورة الشهيدة جنان، وقد بدت عليها آثار الجوع والهزال الشديدين، وأضاف: “أقول للرئيس ترامب إن الأمر منوط بنا لجعل الطفلة جنان آخر من يموت جوعا في غزة“.