“لا نترك حجرا على حجر”.. سموتريتش يتوعد بتجويع مدروس لغزة وتدمير ما تبقى من القطاع (فيديو)

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يسار) ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يسار) ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (رويترز)

نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إن الجيش الإسرائيلي “سيسوي كل غزة بالأرض كما فعل في رفح“، متوعدا بـ”تجويع وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من جنوبه”.

وفي تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أضاف سموتريتش “عملية الجيش تهدف إلى احتلال وتطهير مناطق في غزة، وكل بيت ندمره في نظرنا هو نفق”.

وأكد أن تل أبيب “ستراقب شاحنات المساعدات بطائرات مسيَّرة”، زاعما أنه إذا قامت حركة حماس بـ”الاستيلاء على شاحنة، فسيطلقون النار”، وفق زعمه.

ولليوم الـ79، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وبشأن اعتزام إسرائيل إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، قال سموتريتش “بعد أيام قليلة، ستبدأ منظمة مدنية أمريكية العمل في غزة. ستوزع الحد الأدنى من الغذاء مباشرة على المدنيين”.

وبحسب تقارير إخبارية إسرائيلية “تهدف خطة تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات إلى إفراغ شمال القطاع من الفلسطينيين عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها”.

وزاد سموتريتش “لمدة شهرين ونصف، لم نُدخل مساعدات إنسانية إلى غزة، وهذا أوجد ضغطا كبيرا على حماس، لكن الأمر يحتاج إلى تنظيم حتى لا ينفجر في وجوهنا”.

ولتأكيد استمرار التجويع، مضى قائلا “ما سيجري إدخاله في الأيام المقبلة هو قليل من قليل”.

وفي هذا الإطار، أوضح سموتريتش “أصدقاؤنا في العالم الذين يدعموننا يطلبون منا تبديد أكاذيب المجاعة”، على حد زعمه.

ووفق هيئة البث الرسمية، فإن “إدخال المساعدات المرتقب يأتي تحت وطأة ضغوط وتهديدات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل”.

لكن سموتريتش رأى أن هذا “ليس استسلاما للضغوط، بل هو تصرُّف صحيح لمواصلة التركيز على تدمير حماس”.

وأردف “هذا سيسمح للمواطنين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة تزويدنا بمظلة دولية من الحماية ضد مجلس الأمن ومحكمة لاهاي”، في إشارة إلى محكمتي العدل والجنائية الدوليتين.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وأصبح نحو 1.5 مليون فلسطيني في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين.

اعتراف صريح بارتكاب جريمة إبادة جماعية

بدروها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، تصريحات سموتريتش، التي دعا فيها إلى تدمير ما تبقّى من قطاع غزة ودفع سكانه للهجرة القسرية، بأنها “اعتراف صريح وجديد بارتكاب جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وبنية مبيّتة لا تقبل التأويل”.

وقالت الحركة في بيان صحفي “هذه التصريحات العلنية تمثل دليلًا دامغًا يجب أن يُحال فورًا إلى مؤسسات العدالة الدولية، وفي مقدّمتها محكمتا العدل الدولية والجنائية الدولية”.

ودعت حماس إلى “اتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة لتوثيق هذه التصريحات، وفتح تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين عن السياسات الإجرامية، وعلى رأسهم قادة الاحتلال الفاشي”، مؤكدة على “ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تحظى بها إسرائيل بدعم بعض القوى الدولية”.

الغزو والتطهير والاحتلال

ومؤكدا إصراره على مواصلة الإبادة واحتلال غزة، قال زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف “منذ أمس، يعمل الجيش بـ5 فرق في غزة، بقوة لم نشاهدها منذ بداية الحرب”.

وفي هذا الصدد، أوضح أنه “لا مزيد من الغارات والدخول والخروج، بل الغزو والتطهير والبقاء (الاحتلال)”.

وأردف “على طول الطريق، يدمر الجيش ما تبقى من غزة”، وسيؤدي هذا حسب ادعائه إلى “النصر وتدمير حماس وعودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في القطاع)”. وتقدّر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء.

وتابع قائلا “في إطار الحرب، يقوم الجيش بنقل السكان (الفلسطينيين) من مناطق القتال، ولا يترك حجرا على حجر (يدمر كل شيء)”.

واستطرد “السكان سيصلون إلى جنوب غزة، ومن هناك سيجري تهجيرهم إلى دول ثالثة ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب“.

وفي مارس/آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستمر تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان