بريطانيا تجمد مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها بسبب غزة.. وتل أبيب ترد

وزير الخارجية البريطاني يعلن تعليق مفاوضات اتفاقية تجارية جديدة مع إسرائيل
وزير الخارجية البريطاني يعلن تعليق مفاوضات اتفاقية تجارية جديدة مع إسرائيل (غيتي - أرشيفية)

علّقت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجا على استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية وتصعيدها في قطاع غزة.

وأعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي، ردا على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار الحرب الدائرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما هدد بخطوات إضافية؛ جراء الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الانتداب البريطاني انتهى

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية ردا على قرارات لندن “انتهى الانتداب البريطاني قبل 77 عاما، ولن تثني الضغوط الخارجية تل أبيب عن مسارها”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين في بيان “إذا كانت الحكومة البريطانية، بسبب هوسها بمعاداة إسرائيل واعتبارات سياسية داخلية، مستعدة لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فهذا من حقها”.

وأضاف “الضغوط الخارجية لن تُحيد إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها”.

ووصفت تل أبيب العقوبات البريطانية المرتقبة على المستوطنين بأنها غير مبررة ومؤسفة.

لامي يهدد بخطوات إضافية

وفي كلمة أمام البرلمان البريطاني، تطرق لامي إلى هجمات إسرائيل المتصاعدة على قطاع غزة، قائلا: “لا يمكننا أن نظل متفرجين على هذا الوضع المتدهور، فهو يتعارض مع المبادئ التي تشكل أسس علاقتنا الثنائية مع إسرائيل، ويُعدّ إهانة لقيم الشعب البريطاني”.

وأضاف “لهذا، أُعلن اليوم أننا علّقنا مفاوضاتنا الجارية مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة، فأعمال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعلت هذا القرار ضروريا”.

وزاد بأنه تم استدعاء السفيرة الإسرائيلية إلى وزارة الخارجية لإبلاغها بالقرار.

لامي خاطب الشعب الإسرائيلي قائلا “نريد صداقة قوية معكم تقوم على القيم المشتركة، وأن نرى روابط تتطور بين شعبينا ومجتمعينا”.

وأردف “لم نتراجع قط في عزمنا على حماية أمنكم ومستقبلكم، وحمايتكم من التهديد الحقيقي القادم من إيران، ومن آفة الإرهاب وشرور معاداة السامية”.

واستدرك “لكن الطريقة التي تُدار بها الحرب في غزة تُلحق الضرر بعلاقتنا مع حكومتكم.

ومنذ 7 أكتوبر2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت تلك الإبادة، التي تدعمها الولايات المتحدة، نحو 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

وأضاف لامي “إذا واصلت إسرائيل هذا الهجوم العسكري كما تهدد، ولم تضمن توفير المساعدات الإنسانية دون عوائق، فسنتخذ خطوات إضافية ردًا على ذلك”.

وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

لا يمكن أن نسمح بموت الفلسطينيين في غزة جوعًا

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده لا يمكن أن تسمح بموت الفلسطينيين في قطاع غزة جوعًا، وتشعر بالفزع من التصعيد الإسرائيلي.

وأوضح ستارمر في كلمة بالبرلمان أنه من غير المقبول على الإطلاق أن يُقصف الأطفال الأبرياء مجددًا في غزة وأن يعانوا.

وجدد ستارمر دعوته لتحقيق وقف إطلاق نار عاجل في غزة، وتطرق إلى البيان المشترك الصادر عن بريطانيا وفرنسا وكندا، أمس الاثنين.

وقال “أود أن أكد أننا نشعر بالفزع من تصعيد إسرائيل للتوتر، مجددًا طلب لندن وقفا لإطلاق النار باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الأسرى”.

وشدد على أن بيان الحكومة الإسرائيلية بأنها ستسمح فقط بدخول المساعدات الأساسية إلى غزة غير كافٍ على الإطلاق.

وأضاف: هذه الحرب طالت كثيرًا، ولا يمكننا أن نسمح بموت سكان غزة من الجوع.

عقوبات بريطانية على الاستيطان

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن بريطانيا أعلنت نيتها فرض عقوبات على شخصيات إسرائيلية استيطانية بارزة في الضفة الغربية المحتلة؛ لتورطهم في أعمال تهديد وعنف ضد الفلسطينيين أو دعمها والسماح بها.

ومن بين هؤلاء المستوطنين: رئيسة حركة نَحالَة دانييلا فايس، وعضو قيادة اتحاد المزارعين إلياف ليبي، وزوهار صباح وهو مالك مزرعة في غور الأردن، حسب الصحيفة.

وأردفت أن العقوبات ستطال أيضا بؤرة مزرعة نيريا التابعة للمستوطن نيريا بن بازي؛ على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7000، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان