إجراء طارئ أنقذ عيدان ألكسندر من الموت خنقا.. كيف منع قائد قسامي تسرب الغازات السامة تحت عمق الأرض؟

لجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر، الذي أفرج عنه مؤخرا
الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر، الذي أُفرج عنه مؤخرا.

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن حادثة خطرة كادت تودي بحياة الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر، الذي أُفرج عنه مؤخرا، بقرار من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وزعمت الصحيفة أن عيدان أصيب خلال قصف نفذته طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على مجمع تابع لـ “القسام”، غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة، دون علم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجوده داخله.

وأضافت الصحيفة أن القصف وقع في 14 إبريل/نيسان الماضي، حين استهدفت الطائرات الحربية للجيش مجمعا للقسام بعمق 30 مترا تحت الأرض، كان يُستخدم لتأمين مكان احتجاز ألكسندر، الذي جرى أسره في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي هذا التاريخ نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بينها حماس وحركة الجهاد الإسلامي، عملية “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع، مما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وأثر سلبا في سمعة إسرائيل الأمنية والاستخبارية.

وأضافت الصحيفة أن “القصف الإسرائيلي على المجمع أدى إلى انهيار جزئي في فوهة النفق الذي كان يُحتجز فيه عيدان ألكسندر”.

وتابعت “أصيب ألكسندر بجروح في كتفه ويديه أثناء محاولته الفرار من تحت الركام، في حين قُتل أحد الحراس التابعين للقسام الذي كان يراقبه”.

وأوضحت الصحيفة أن “نجاة ألكسندر وبعض أفراد القسام لم تكن ممكنة لولا إجراء فوري من مدير المجمع الذي قام بتفعيل أبواب الحماية داخل النفق ومنع تسرب الغازات السامة، ما حال دون اختناقهم”.

وكان أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام قد أعلن في 15 أبريل/ نيسان الماضي، فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي ألكسندر بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان تواجدهم، وسط تقديرات بمحاولة جيش الاحتلال التخلص “عمدا من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة”، بحسب بيان صدر عنه آنذاك.

والأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في مكتبه بالقدس الغربية بأنه يتبقى لدي حماس 20 أسيرا إسرائيليا على قيد الحياة في غزة، ونحو 38 آخرين يُعتقد أنهم قُتلوا، على حد زعمه.

اللحظات الأكثر رعبا

ووصف الجندي الأسير القصف بأنه “اللحظة الأكثر رعبا” خلال فترة أسره، التي بلغت 584 يوما.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى “لحظات مخيفة عديدة” مرت على ألكسندر خلال فترة أسره لدى حماس في “خيام وأقبية وزنزانات”.

ولفتت الصحيفة إلى “بقائه في أنفاق عبور تُستخدم ملاجئ قصيرة للمسلحين والمختطفين مشابهة للنفق في تل السلطان الذي قُتل فيه 6 أسرى آخرين بالقرب من القوات الإسرائيلية”.

كما أشارت الصحيفة إلى “الرعب الذي شعر به ألكسندر عندما اقتيد على دراجة نارية لأحد أفراد القسام  في 7 أكتوبر 2023 إلى داخل غزة، وخشيته أن يتعرض لاعتداء من أعضاء نخبة القسام في حماس عند اكتشافهم ما فعله بزملائهم”.

وكان ألكسندر قد كشف مؤخرا أنه تنقَّل أثناء فترة الأسر بين مواقع عدة، قائلا “كنا نجلس في شقق، وفي مساجد، وحتى في الشارع”، في إشارة إلى الظروف المتغيرة وغير الثابتة التي عاشها الأسرى داخل القطاع.

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، التقى ألكسندر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، وأطلعه على تفاصيل جديدة بشأن فترة أسره لدى كتائب القسام.

وذكر ألكسندر أنه كان محتجزا إلى جانب عدد من قياديي حماس، بينهم رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.

فجوة استخبارية

وبشأن الغارات التي كادت تودي بحياة ألكسندر، أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن جيش الاحتلال لم يكن يعلم بوجوده داخل الموقع المستهدَف، ما يكشف عن ثغرة استخبارية خطيرة، ويفتح الباب أمام اتهامات للجيش بالمخاطرة المتكررة بحياة الأسرى في عملياته العسكرية داخل القطاع.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة وقائع مشابهة، إذ قُتل 41 أسيرا منذ السابع من أكتوبر، بعضهم نتيجة قصف إسرائيلي على مناطق لم تُعرف بأنها تؤوي أسرى، رغم تأكيدات رسمية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحمايتهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغارة التي استهدفت موقع ألكسندر تزامنت مع نشر تصريحات لرئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، نقلها المحلل ناحوم برنيا، قال فيها “العمليات العسكرية في غزة لا تعرّض حياة الأسرى للخطر. كل خطوة تتم بموافقة اللواء نيتسان ألون، قائد وحدة المختطفين”.

لكن حادثة ألكسندر -بحسب تقرير الصحيفة- تكشف عن فجوة واضحة بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني، إذ يواجه جيش الاحتلال معضلة صعبة في الموازنة بين هدفين متناقضين “القضاء على حماس، وإنقاذ الأسرى المحتجزين في قطاع غزة”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان