جدل حول خلفياته وآخر منشوراته.. من يكون الدبلوماسي الإسرائيلي المقتول في واشنطن؟ (شاهد)

أثار مقتل الدبلوماسي الإسرائيلي يارون ليشنسكي، اهتمامًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شرع العديد من المدونين في البحث عن خلفياته ومواقفه، خاصة عبر منصّة “لينكد إن” التي أظهرت أنه خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 2003 و2006، بحسب ما وثّقه بنفسه.
يارون ليشنسكي
وأشار المدونون إلى أن آخر تدوينة أعاد ليشنسكي نشرها، كانت تغريدة للسفير الإسرائيلي السابق، شكك فيها بأعداد الشهداء الأطفال في غزة التي أعلنتها الأمم المتحدة، والتي قُدرت بـ14 ألف طفل، ووصف السفير هذه الأرقام بأنها “افتراء دموي”، متهما المنظمة الدولية بـ”التخلي عن الحياد”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالحرس الثوري يكشف تفاصيل استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز الطاقة بإسرائيل (فيديو)
القسام: دمرنا ناقلتي جند للاحتلال وقصفنا “نيريم”
عشرات الشهداء في غزة.. وإسرائيل تواصل استهداف طوابير الجوعى (فيديو)
كما تداولوا منشورًا للسفير الإسرائيلي في ألمانيا، وصف فيه ليشنسكي بأنه “مسيحي محب حقيقي لإسرائيل”، مؤكدا أنه “جسد القيم اليهودية المسيحية”، وكان “قدوة للشباب في أنحاء العالم”.
وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الخميس، هجوما مسلحا قتل فيه اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، هما يارون ليشنسكي وسارة ميلغرام.
وهزَّ الهجوم الذي وقع أثناء مغادرة الدبلوماسييْن فعالية للجنة اليهودية الأمريكية (إيه جيه سي) في المتحف اليهودي، الأوساط الدبلوماسية في الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه أيضا فجَّر نقاشا سياسيا واسعا في الداخل الإسرائيلي حول تداعياته ومآلاته.

ردود أفعال متباينة
وتباينت ردود الأفعال على الحادثة، فقد أعربت النائبة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب عن حزنها، قائلة “ينفطر قلبي على الضحايا، لا أحد يستحق هذا العنف”.
وفي المقابل، استنكر نشطاء التناقض في مواقف بعض الجهات الغربية، معتبرين أن مقتل دبلوماسيَين لا يُقارن بمجزرة مستمرة أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بينهم أكثر من 16 ألف طفل، وفق آخر إحصائية رسمية.
وعلّقت المدونة الإسرائيلية شيري قائلة “نحن مسموح لنا بقتل أكثر من 50000 منهم، ثم نصدم لمقتل اثنين منا؟ هذه ليست قيمًا”.
أما الباحث الإسرائيلي روعي زوريف فقال “الصهيونية تخلق التهديد ثم تتغذى على صدمته.. إنها تحتاج إلى الأزمات”.
فيما أشار الكاتب ياسر الزعاترة إلى أن ما يجعل هذه الواقعة لافتة هو أن الشاب المنفّذ ليس عربيًا ولا مسلمًا، بل متعاطف مع القضية الفلسطينية، مما يكشف –برأيه– هشاشة مزاعم “اللاسامية”.
ازدواجية المعايير
من جهته، استحضر المحامي الكندي أيدان سيماردون حادثة قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية العام الماضي الذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، متسائلًا “لماذا لم يثر أحد حينها؟”.
كما ذكّر المدون نادر بحادث إطلاق نار في فلوريدا استهدف زائرين إسرائيليين عن طريق الخطأ، قائلا “غريب.. كيف لم تتحدث أي من وسائل الإعلام أو المسؤولين المؤيدين لإسرائيل حينها”.
ورأى عدد من المعلقين أن الحادث يعيد التأكيد أن القضية الفلسطينية لا تزال تتصدر الاهتمام العالمي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأنها باتت معيارًا يُقاس به الموقف الأخلاقي والسياسي في الساحة الدولية.