انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في روما

أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء مشحونة بالملفات العالقة، أبرزها العقوبات والملف النووي.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن وفد طهران سيطرح خلال هذه الجولة “مواقف إيران المشروعة بشأن الاستفادة من الطاقة النووية السلمية ورفع العقوبات، بجدية وحزم”.

كما أكدت الخارجية الإيرانية أن “العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على إيران ستُثار بشكل صريح وواضح” في هذه المفاوضات، التي تجري بوساطة سلطنة عمان، في محاولة لإعادة إحياء مسار التفاهم بين الطرفين بعد تعثر دام لعدة أشهر.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد وصل صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة الإيطالية روما، على رأس وفد سياسي وقانوني، للمشاركة في المحادثات.

وتواصل طهران وواشنطن عملية التفاوض بشأن الملف النووي، حيث تسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

ويضم الوفد الإيراني كلًا من نائب وزير الشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين والخبراء القانونيين.

ومن المقرر أن يبدأ عراقجي جولته في روما بعقد مشاورات ثنائية مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، الذي يلعب دور الوسيط الرئيس في هذه المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.

رسائل وتحذيرات إلى واشنطن

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، سيقوم رئيس الوفد التفاوضي الإيراني بنقل احتجاجات طهران الشديدة وانتقاداتها للسياسة الأمريكية الحالية تجاه إيران، عبر الجانب العماني، خلال جلسات المفاوضات.

وكان عراقجي قد وجه تحذيرًا قبيل مغادرته طهران إلى رئيس الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، مؤكدًا أن “الإصرار على منع تخصيب اليورانيوم داخل إيران يعني عدم التوصل إلى أي اتفاق”.

يُذكر أن الولايات المتحدة ألمحت سابقًا إلى إمكانية القبول بتخصيب منخفض النسبة من قبل إيران، إلا أن موقفها الأخير يشير إلى تشدد أكبر في هذا الملف، وسط تباعد في المواقف بين الطرفين.

وفي 11 مايو/أيار الجاري، انتهت جولة رابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، وبينما وصفت طهران تلك الجولة بأنها “صعبة، ولكنها مفيدة” اعتبرتها واشنطن “مشجعة”.

وتأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.