هارفارد في مواجهة البيت الأبيض.. الطلبة الأجانب ومظاهرات فلسطين يشعلان صراعا قضائيا بين الجامعة وترامب

رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، احتجاجا على قرار الرئيس الذي يمنعها من قبول الطلبة الأجانب.
وقدَّمت الجامعة شكواها إلى المحكمة الاتحادية في بوسطن، ووصفت فيها القرار بأنه “انتهاك صارخ” للدستور الأمريكي والقوانين الاتحادية الأخرى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل تفرض إسرائيل سيطرتها على الشرق الأوسط؟ (فيديو)
سرايا القدس تعلن تفجير دبابة ميركافا إسرائيلية وإحراقها بمن فيها (فيديو)
سباق التفوق العسكري بين إيران وإسرائيل: تقارب في التصنيف وفروق واضحة في القدرات
وأوقفت إدارة ترامب برنامج قبول الطلبة الدوليين في جامعة هارفارد التي برزت في الآونة الأخيرة بسبب المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وذلك بحجة عدم امتثال الجامعة للقوانين المعمول بها.
وأوضحت هارفارد أن قرار ترامب كان له “أثر مباشر ووخيم” على الجامعة، وأكثر من 7000 طالب أجنبي يحملون تأشيرات دراسية.
وفي نص الدعوى، قالت الجامعة “بجرة قلم، سعت الحكومة إلى طرد ربع طلبة هارفارد، وهم من الطلبة الأجانب الذين لهم إسهامات كبيرة في الجامعة ورسالتها”.
وأضافت الجامعة أن قرار ترامب يمثل “إجراء انتقاميا واضحا” من قِبل الحكومة، ردا على موقف هارفارد الرافض لما وصفته بمحاولات الحكومة فرض سيطرتها على إدارة الجامعة ومناهجها وأيديولوجية أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وهو ما رأته الجامعة “حقا مكفولا لها بموجب التعديل الأول للدستور”.
وسجلت هارفارد نحو 6800 طالب أجنبي في عامها الدراسي الحالي، أي ما يعادل 27% من إجمالي الطلبة المسجلين، وذلك وفقا لإحصاءات الجامعة.
وأشارت إلى أن القرار سيجبرها على العدول عن قبول آلاف الطلبة، وسيؤدي إلى إرباك عدد لا يُحصى من البرامج الأكاديمية والعيادات والدورات ومختبرات الأبحاث قبل أيام قليلة من التخرج.
وأكدت الجامعة التي أنشئت قبل 389 عاما “هارفارد لن تكون هارفارد من دون طلابها الأجانب”.
Without its international students, Harvard is not Harvard. https://t.co/V8uvTNaL64
— Harvard University (@Harvard) May 23, 2025
التنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني
وأمس الخميس، أصدرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قرارا بإنهاء اعتماد برنامج هارفارد للطلبة وتبادل الزوار بدءا من العام الدراسي 2025-2026، مشيرة إلى أنها “أبلغت إدارة جامعة هارفارد بالقرار المتخذ من خلال رسالة رسمية أرسلتها إليها”.
وأوضحت كريستي، في منشور على منصة إكس، أن “قرار إيقاف برنامج قبول الطلبة الدوليين في جامعة هارفارد سيدخل حيز التنفيذ على الفور”.
وقالت “إدارة ترامب تحمّل جامعة هارفارد مسؤولية التحريض على العنف ومعاداة السامية في الحرم الجامعي، والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني”.
This administration is holding Harvard accountable for fostering violence, antisemitism, and coordinating with the Chinese Communist Party on its campus.
It is a privilege, not a right, for universities to enroll foreign students and benefit from their higher tuition payments… pic.twitter.com/12hJWd1J86
— Secretary Kristi Noem (@Sec_Noem) May 22, 2025
إدارة ترامب تحجب تمويلا عن هارفارد
والثلاثاء الماضي، أعلنت إدارة ترامب حجبا جديدا قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد بسبب ما رأته تقاعسا منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين.
وأفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بأنها ستحجب تمويلا فيدراليا كان مخصصا لجامعة هارفارد بقيمة نحو 60 مليون دولار لحماية الحقوق المدنية في التعليم العالي.
وزعمت الوزارة أن هارفارد التي برزت بين الجامعات التي شهدت مظاهرات داعمة لفلسطين، فشلت في التعامل مع المواقف المعادية للسامية والتمييز القائم على أساس العرق.
وتستخدم الإدارة الأمريكية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين.
وسبق لإدارة ترامب أن هددت بتجميد التمويل الفيدرالي لعدد من الجامعات بينها هارفارد، مستندة في ذلك إلى احتجاجات طلابية متضامنة مع فلسطين داخل الحرم الجامعي.
ومطلع مايو/أيار الجاري، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فيدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم منعها المظاهرات الداعمة لفلسطين.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض فتح تحقيق للتأكد من أن المنح التي تتجاوز قيمتها 8.7 مليارات دولار والتي تتلقاها جامعة هارفارد من مؤسسات مختلفة تُستخدم بما يتوافق مع قوانين الحقوق المدنية.
"Moments ago, we filed a lawsuit to halt the funding freeze because it is unlawful and beyond the government’s authority." – President Alan Garber https://t.co/F65kW4GaL1
— Harvard University (@Harvard) April 21, 2025
وفي مواجهة هذا التهديد الفيدرالي، أعلنت جامعة هارفارد رفضها مطالب ترامب المتعلقة بإجراء إصلاحات داخل الجامعة.
كما رفع عدد من أساتذة الجامعة دعاوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب التحقيق في التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة.
وفي إبريل/نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأمريكية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3000 شخص، معظمهم من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.