“20 شهرا من الفشل”.. نائب من الليكود: نخوض حرب خداع والإسرائيليون تعرضوا للكذب بشأن حماس

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير
من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق إيال زامير

فرضت تطورات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة خلافات عديدة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إذ كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تصاعد التوترات داخل حزب الليكود على خلفية انتقادات لاذعة وجَّهها النائب في الكنيست عاميت هاليفي لقيادة الحرب في غزة، التي رآها “فاشلة” منذ انطلاقها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووصفها بأنها “حرب خداع”.

وبحسب الصحيفة، فإن هاليفي -وهو عضو سابق في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست- أعرب عن قلقه العميق إزاء خطة الحرب التي عُرضت على اللجنة في اجتماع عُقد بعد نحو أسبوعين من بدء معركة “طوفان الأقصى“، وذلك بحضور وزير الدفاع حينها يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، وهو الاجتماع الذي جرى قبل أسبوع من انطلاق الاجتياح البري في القطاع.

آنذاك، عاد هاليفي من الاجتماع مشغول البال، وعلى الرغم من تعارض الأمر مع أحكام الشريعة اليهودية في السبت، فقد اتصل بزميله النائب رام بن باراك، ودعاه إلى معارضة الخطة علنا، قائلا “هذه خطة تؤدي فقط إلى إصابة حماس، لكنها لا تؤدي إلى القضاء عليها”. لكن بن باراك رفض المشاركة العلنية في المعارضة، متمسكا بقرارات اللجنة.

وبعد مرور نحو 20 شهرا مما وصفه بأنه “الإخفاق الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل”، قال هاليفي “إسرائيل وصلت إلى النقطة نفسها التي لا تؤدي إلى الحسم”، مؤكدا أن “تل أبيب ليست قريبة من إنهاء الحرب”.

وفي الجلسة الأخيرة للجنة الخارجية والأمن التي عُقدت، الأحد الماضي، لمناقشة تمديد أوامر التجنيد لجنود الاحتياط، فشل الائتلاف الحكومي في تحقيق الأغلبية المطلوبة، وفشل التصويت مجددا بعد انضمام هاليفي إلى صفوف المعارضة، مصوتا ضد موقف الائتلاف.

وفي أعقاب تلك الخطوة، قرر حزب الليكود عزل هاليفي من عضوية اللجنة، واستبدال نائب “ملتزم” به، وفق المصدر ذاته.

النائب في الكنيست عاميت هاليف
النائب في الكنيست عاميت هاليفي

وخلال الجلسة نفسها، وجَّه هاليفي اعتراضاته إلى وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس، مما أدى إلى مشادة كلامية حادة بين الطرفين، إذ صرخ كاتس في وجهه “أنت لا تفهم شيئا. أنت تتحدث هراء”، ليرد عليه هاليفي قائلا “لا توجد اليوم خطة عملية يمكنها هزيمة حماس. هناك فجوات لا توصف بيننا وبين أعدائنا”، بحسب المصدر ذاته.

صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى أن النائب هاليفي هاجم كاتس خلال اجتماع اللجنة، ووصفه بأنه “لا يفهم شيئا، بينما الحرب الجارية هي حرب خداع”.

وبحسب الصحيفة، قال هاليفي إن “الإسرائيليين تعرضوا للكذب بشأن إنجازات الحرب في غزة”، وإنه لا وجود لخطط عملياتية من أجل إخضاع حماس.

وأضاف “إسرائيل تقاتل منذ 20 شهرا وفق خطط عسكرية فاشلة، لا تنجح في تدمير حماس، وكان يجب إنهاء الحرب خلال شهرين، لكن ذلك لم يتحقق”.

وتابع هاليفي “في كل الحروب كنا نعرف كيف نحسم المعركة مع أعدائنا الكبار، لكننا لا نستطيع حسم المعركة مع حماس. نحن نتحدث هنا بمصطلحات سياسية وليست عسكرية: الإضعاف، التفكيك، الإضرار، لكن ليس الحسم أو الاستسلام”.

في المقابل، شبَّه كاتس النائب هاليفي في مجموعة داخلية داخل الليكود بالنائب المعارض يائير غولان، وكتب “حكم هاليفي مثل حكم غولان، لن أسمح لأي أحد بالإساءة إلى جنود الجيش الإسرائيلي”.

زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان (رويترز)

وبشأن تحميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية الفشل، قال هاليفي ليديعوت أحرونوت “من الصعب جدا انتقاد نتنياهو، الذي صمد بشجاعة تحت ضغوط هائلة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. أي زعيم آخر كان سينهار، لكننا في النهاية أخفقنا في الجداول الزمنية”.

ورأى هاليفي أنه “كان من المفترض إنهاء الحرب خلال شهرين بعد 7 أكتوبر، حين كانت الظروف الدولية تسمح بذلك، لكن هذه الفرصة ضاعت. كما ضاعت نافذة الفرصة الثانية بين 20 يناير (كانون الثاني) و20 فبراير (شباط) الماضيين، بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. في تلك الفترة كان يجب على نتنياهو تحقيق الحسم”.

وبشأن عزله من لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قال هاليفي “من المحزن أن يؤدي النائب واجبه، ويكون الثمن هو العزل. قلت لرئيس الائتلاف أوفير كاتس إن هذه ليست حالة عادية من خرق الانضباط الحزبي. أُرسلت لمراقبة أداء الحكومة والجيش. أطرح أسئلة ولا أتلقى معلومات، أرسل رسائل وأتلقى أجوبة مراوغة، ثم يُطلب مني أن أكون ختما مطاطيا، وأمرر خطة عملية لن تحقق حسما”.

لم تقتصر مخاوف هاليفي على الساحة العسكرية، بل شملت أيضا التطورات السياسية العالمية، قائلا ليديعوت أحرونوت “الإجراءات التي اتخذها ترامب مقلقة للغاية. حقيقة أن حكما جمهوريا يتفاوض مع نظام إيران أمر مقلق، وكذلك الحال مع الرئيس التركي أردوغان، الذي يعُده ترامب صديقا”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان