شاهد: متطرفون هندوس يعتدون بوحشية على مسلمين في الهند

اعتدى حشد من المتطرفين الهندوس بوحشية على 4 رجال مسلمين بزعم نقلهم لحوم البقر في منطقة أليغره بولاية أوتار براديش بشمال الهند، أمس السبت.

وقال شهود عيان إن حشدا من أنصار جماعات هندوتفا المتطرفة اعترضوا مركبتهم في الطريق وأنزلوهم، وقاموا بتجريدهم جزئيا من ملابسهم والاعتداء عليهم بوحشية.

وادعى المهاجمون أن الضحايا، الذين يعملون في تجارة اللحوم، كانوا ينقلون لحوم الأبقار المحظور ذبحها، بينما أكد أفراد من عائلات الضحايا أنهم كانوا ينقلون لحم الجاموس، وهو غير محظور في الهند.

وأظهرت مقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حشدا من المتطرفين الهندوس وهم يعتدون بوحشية على الضحايا الأربعة، الذين كانت الدماء تسيل من وجوههم وأجسادهم، وذلك في حضور أفراد من الشرطة، بينما ردد المعتدون شعارات دينية هندوسية مثل “جاي شري رام” (يعيش الرب رام).

بيان الشرطة

لكن أمريت جاين، وهو مسؤول في الشرطة المحلية، صرَّح بأن الشرطة وصلت إلى المكان بعد أن جرى إبلاغها من قِبل السكان.

وقال جاين في تصريحات للصحفيين “في نطاق مركز شرطة هاردواجنج، تلقينا معلومات تفيد بأن بعض الأشخاص كانوا يذبحون الحيوانات ويوزعونها في مركباتهم، وقام بعض القرويين بإيقافهم والاعتداء عليهم. وفور تلقي البلاغ، توجه كبار الضباط والشرطة المحلية إلى المكان. ونُقل 4 أشخاص تعرضوا للضرب إلى المستشفى لتلقي العلاج”.

وأضاف “يجري التحقيق في جميع الادعاءات، وقد استُدعي طبيب بيطري لأخذ عينات من اللحوم. واستنادا إلى الشكوى المقدمة، سُجلت قضية في مركز شرطة هاردواجنج، وستُتخذ الإجراءات القانونية بناء على ما تكشفه التحقيقات. حاليا يسود الهدوء في المنطقة”.

وسجلت الشرطة المحلية بلاغا ضد 13 شخصا معروفين، وما بين 20 إلى 25 شخصا مجهولي الهوية، بموجب بنود من قانون العقوبات الهندي الجديد.

وبحسب البلاغ الذي قدَّمه والد أحد الضحايا، ويُدعى عقيل، فإن المهاجمين حاولوا أولا ابتزاز الضحايا كي يدفعوا مبلغ 50 ألف روبية (نحو 587 دولارا أمريكيا)، وعندما رفضوا الدفع، بدؤوا بضربهم مستخدمين العصي وأسلحة حادة بعد احتجازهم.

وقال أهالي الضحايا إن المتهمين أنفسهم كانوا قد حاولوا ابتزاز الضحايا قبل 15 يوما، وجرى إنقاذهم حينها بتدخل من الشرطة المحلية.

هجوم وحشي

وقال محمد فرقان، وهو قيادي مسلم محلي زار الضحايا في المستشفى، للجزيرة مباشر، إن الهجوم كان وحشيا إلى درجة لا يمكن تخيلها.

وقال فرقان، الذي كان يشغل منصب عمدة مدينة أليغره سابقا “لم يتم القبض على المتهمين حتى الآن. لقد وجهنا تحذيرا للإدارة. إذا لم تتوقف مثل هذه الحوادث، فلن نتمكن من الحفاظ على الأمن في منطقة أليغره. نريد السلام، ليس فقط في أليغره، بل في جميع أنحاء ولاية أوتار براديش. وإذا استمرت هذه الهجمات فسنضطر للخروج إلى الشوارع للاحتجاج”.

وأضاف “يجب أن تتوقف هذه الحوادث. يجب القبض على المتهمين، ويجب تعويض الضحايا عما تعرضوا له من أذى وخسائر. فقد أُحرقت سيارتهم، وسُرقت هواتفهم المحمولة. لا ينبغي أن يتكرر مثل هذا الحادث في المستقبل”.

وأعرب فرقان عن أسفه لأن الشرطة كانت حاضرة أثناء الاعتداء على الضحايا.

وقال “ما يحدث أمر خاطئ. يجب أن يسود الإخاء بين الهندوس والمسلمين. هناك من يسعى لإثارة الفتنة الطائفية. لا يمكن التسامح مع هذه الوحشية سواء كانت ضد المسلمين أو الهندوس. لكن هذه الانتهاكات غالبا ما تُرتكب ضد المسلمين”.

غضب واسع

وأثار الحادث غضبا واسعا في صفوف المسلمين، وعبّر كثيرون عن استيائهم على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب وحشية الاعتداءات.

وقال عمران براتابغارهي، وهو عضو مسلم في البرلمان، إن الطريقة التي جرى بها الاعتداء على تجار اللحوم في أليغره تشبه “الإرهاب”.

وأضاف على حسابه بمنصة إكس “لا يمكن لأي إنسان شريف أن يشاهد تلك المقاطع. في البداية، حاول المهاجمون ابتزازهم، وعندما فشلوا، أضرموا النار في مركبتهم، واعتدوا عليهم بطريقة وحشية. هل هذه حالة القانون والنظام في أوتار براديش؟”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان