ضابط سابق في “سي آي إيه” يقف وراءها.. هكذا اختار نتنياهو شركة توزيع المساعدات لتنفيذ مخطط التهجير

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار الجهة التي ستتولى توزيع المساعدات في قطاع غزة من وراء ظهر المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وذكرت الصحيفة في مستهل تحقيق خاص نشرته الأحد، أنه “من دون مناقصة أو إجراء قانوني سليم، قام طاقم برئاسة السكرتير العسكري لنتنياهو بتجنيد شركة غامضة وعديمة الخبرة لتنسيق العمليات الإنسانية في قطاع غزة”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“20 شهرا من الفشل”.. نائب من الليكود: نخوض حرب خداع والإسرائيليون تعرضوا للكذب بشأن حماس
“مع يحيى السنوار”.. عيدان ألكسندر يكشف مفاجآت عن فترة احتجازه لدى القسام
إجراء طارئ أنقذ عيدان ألكسندر من الموت خنقا.. كيف منع قائد قسامي تسرب الغازات السامة تحت عمق الأرض؟
وتروج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة في جنوب غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، وقد أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأقرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن “هذا المخطط يهدف إلى تسريع إجلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها أصبحت ضمن أهداف الحرب”.
إجراء سري وعلامات استفهام
وأضافت هآرتس “رغم أن الشركة قدّمت نفسها على أنها أمريكية، فإن جهات إسرائيلية تقف خلفها أيضا، وتبيّن أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حولها”.
وأوضحت أن الشركة التي تدير العملية وتسمى اختصارا “SRS”، مجهولة تماما في أوساط من يعملون منذ سنوات في هذا المجال الإغاثي؛ ولا تملك أي خبرة في توزيع المساعدات الإنسانية.
وقالت هآرتس إن “العديد من المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، سواء الحاليون أو السابقون، فوجئوا باختيار هذه الشركة المجهولة”.
وأشارت إلى “أنه تم اختيار شركة SRS في إجراء سري، من دون مناقصة أو إعفاء رسمي من مناقصة، وفعليًّا من دون المرور عبر القنوات المعتمدة، مثل منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، وهو الجهة المسؤولة حتى الآن عن إدخال المساعدات”.
ولفتت هآرتس إلى أنه “جرى تهميش الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بالكامل في عملية اختيار الشركة، التي قادها اللواء رومان غوفمان، السكرتير العسكري لنتنياهو”.
وأكدت الصحيفة أن “رجال أعمال إسرائيليين تم تجنيدهم في قوات الاحتياط إلى جانب ضباط احتياط أصبحوا يشكلون فريق غوفمان الذي شجع على اختيار الشركة المجهولة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية (لم تسمّها) قولها إن الفريق المذكور أدار الاتصالات مع الشركة، خلال لقاءات عُقدت في إسرائيل وخارجها، ووافق على تحويل ملايين الشواكل إليها من وراء ظهور كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
ضابط من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه)
مسؤولون مطلعون على القضية قالوا لهآرتس إن تلك الاتصالات أثارت شبهات بسلوك غير سليم، وطرحت تساؤلات حول المصالح الشخصية لبعض الأطراف المشاركة”.
ووفقًا لعدد كبير من المصادر الذين تحدثوا للصحيفة، فقد ورد اسم آخر في مسار اختيار الشركة وهو شلومي فوغل، وهو رجل أعمال مقرب من بنيامين نتنياهو، لكنه أنكر في تصريح للصحيفة أي علاقة له بالموضوع.
وتعرف شركة “SRS” نفسها بأنها شركة أمريكية، لكن الأشخاص الذين يقفون وراءها، ومنهم شخص يُدعى فيل رايلي، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه)، هم أيضا وراء شركة أخرى تُدعى أوربيس (Orbis) وهي شركة تمتلك خبرة سابقة في العمل داخل غزة، وفق المصدر ذاته.
وجرى التعاقد مع موظفي شركة أوربيس لتأمين محور نتساريم خلال وقف إطلاق النار، باستخدام مرتزقة قامت الشركة بتوظيفهم، مقابل 200 مليون دولار لمدة نصف عام، وفق هآرتس.
لكن شركة أوربيس تعمل أيضًا تحت اسم آخر هو “Solutions-UG”، وهو الاسم الذي يظهر على موقعها الإلكتروني، وتحته بدأت تجنيد جنود أمريكيين سابقين يتكلمون العربية مع خبرة قتالية طويلة لا تقل عن 4 سنوات، من أجل مهام أمنية في غزة وجهود إنسانية.
وتشير المعلومات إلى أن “الشركتين مرتبطتان ببعضهما ببعض، وترتبطان أيضًا بجمعية مشبوهة وغامضة جرى تأسيسها مؤخرًا في سويسرا، تُدعى مؤسسة غزة الإنسانية (Gaza Humanitarian Foundation)”، وفق المصدر ذاته.

مصالح شخصية وتجارية
وأكدت هآرتس أن “إسرائيل هي التي تقف خلف تأسيس مؤسسة غزة الإنسانية وأن مؤسسات الإغاثة العالمية نأت بنفسها عنها وأعلنت أنها لن تتعاون معها”.
وأوضحت هآرتس أنه “مع ازدياد علامات الاستفهام، يتعزز لدى العديدين في المنظومة الأمنية اقتناع بأن هناك مصالح شخصية وتجارية وراء المشروع”.
والاثنين الماضي، نشرت يديعوت أحرونوت، لأول مرة، صورا لموظفين تابعين للشركة التي ستتولى توزيع المساعدات وهم يرتدون سترات واقية ومدججين بالسلاح.
ووقتها، ادعت الصحيفة أن “الشركة تابعة لصندوق إنساني أسسه حديثا ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط يحمل اسم “Gaza Humanitarian Foundation” (مؤسسة غزة الإنسانية) ويعرف اختصارا بـGHF”.