الأقصى على صفيح ساخن.. استنفار سياسي وديني بعد اقتحام غير مسبوق للحرم القدسي

نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، باقتحام آلاف المستوطنين، أمس الاثنين، باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ما حدث في القدس “حلقة خطيرة في مسلسل التهويد المنظم للمقدسات الإسلامية”.
“تصعيد خطير”
وأكد عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب شؤون القدس في حركة حماس هارون ناصر الدين، أن ما شهدته مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك أمس، بمشاركة الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموتريتش، يشكل تصعيدا خطيرا في الحرب الدينية التي يقودها الاحتلال لفرض واقع تهويدي جديد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل تفرض إسرائيل سيطرتها على الشرق الأوسط؟ (فيديو)
سرايا القدس تعلن تفجير دبابة ميركافا إسرائيلية وإحراقها بمن فيها (فيديو)
سباق التفوق العسكري بين إيران وإسرائيل: تقارب في التصنيف وفروق واضحة في القدرات
وقال “إن مشاهد السجود الاستفزازي والاقتحامات الجماعية التي نفذها المستوطنون برعاية شرطة الاحتلال، التي تزامنت مع مسيرة الأعلام، هي محاولات فاشلة لكسر إرادة شعبنا وفرض السيادة الصهيونية المزعومة على مقدساتنا”.
وشدد على أن هوية القدس والأقصى لن تتأثر، وأن الاحتلال ما هو إلا مرحلة وستمضي من تاريخ الأرض المقدسة، وقال “شعبنا لن يهزه بطش ولن يثني عزمه عدوان، ويبقى الدرع المنيع الحامي للقدس والأقصى”.
دعوة إلى الحشد والرباط
وأضاف أن هذه “العربدة الصهيونية تأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، من غزة إلى الضفة إلى القدس”، موضحا أنها علامة على ارتباك الاحتلال وإفلاسه السياسي والميداني.
وأشار إلى أن الرد الحقيقي على هذه الاقتحامات والاعتداءات يجب أن يكون بمزيد من الحشد والرباط والمقاومة بكافة أشكالها، داعيًا جماهير شعبنا في الداخل والضفة الغربية إلى شد الرحال إلى الأقصى ومواصلة الرباط المكثف فيه.
كما طالب المستويات الرسمية والشعبية في الأمة العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها التاريخية في نصرة القدس والأقصى، وصد عدوان الاحتلال على أرض فلسطين وشعبها.

ليس اقتحاما عابرا
من جانبه ذكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان أن الاتحاد يتابع بقلق بالغ ما جرى في المسجد الأقصى المبارك، من اقتحام جماعي غير مسبوق نفذه المستوطنون تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال.
وقال إن المشهد يعكس أعلى درجات العدوان الديني والسياسي على الأمة الإسلامية جمعاء، حيث أعلن الاحتلال بكل صلف أن القدس له، وغزة له.
وأشار إلى أن ما يحدث اليوم في القدس ليس اقتحاما عابرا، بل حلقة خطيرة في مسلسل التهويد المنظم للمقدسات الإسلامية، تتزامن مع الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق أهلنا في غزة.
واستنكر الاتحاد بشدة ما اعتبره “الصمت العربي والإسلامي الرسمي المريب”، وقال إنه لم يصدر عن معظم الدول الإسلامية (57 دولة) أي موقف يرتقي إلى مستوى الحدث وخطورته.
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيانه، أن “المسجد الأقصى المبارك خط أحمر، وأي مساس به هو اعتداء على الأمة الإسلامية بأسرها”.
ودعا إلى تحرك شعبي ورسمي واسع يعيد إلى قضية الأقصى مكانتها في الوجدان العربي والإسلامي، وقال إن “القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية كل مسلم، وكل شريف، وكل حر”.
وأمس الاثنين اقتحم مئات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة الوزير في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير وزوجته، وأعضاء في الكنيسـت، وذلك في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس.