النكبة تتجدد في طولكرم.. الاحتلال يهدم 58 منزلا ويمنع أهالي المخيم من إنقاذ مقتنياتهم (شاهد)

في مشهد يُعيد إلى الأذهان فصول النكبة، يعيش مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية كارثة إنسانية جديدة، بعدما شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هدم 58 من منازله، بزعم “شَقّ طرق أمنية”.

ورغم وعود “بالتنسيق”، وإعلان سلطات الاحتلال أنها ستسمح لـ20 عائلة فقط بالدخول إلى منازلها مدة قصيرة لا تتجاوز خمس ساعات، لجمع بعض الأمتعة والمقتنيات، فإن الاحتلال لم يلتزم بهذا الحد الأدنى من الإنسانية.

ففي صباح أمس الاثنين، حضر الأهالي إلى أطراف المخيم في انتظار الدخول، لكن جنود الاحتلال أبلغوهم إلغاء التصريح، لتبدأ جرافات الاحتلال في هدم البيوت أمام أعين أصحابها.

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هدم 58 منزلاً داخل مخيم طولكرم
شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هدم 58 منزلا داخل مخيم طولكرم (غيتي)

“لا شيء بقي سوى الخراب”

وقالت أم الشهيد قصي عكاشة، وهي تقف أمام أنقاض منزلها، للجزيرة مباشر “نحن نازحون من أول يوم. قالوا إننا سندخل اليوم لنأخذ أغراضنا، جئنا وانتظرنا، لكن لم يسمحوا لنا حتى بالدخول. بيتنا فيه كل الذكريات.. فيه وُلدنا، وفيه ربّينا أولادنا. الآن لا شيء بقي سوى الخراب أمامنا، والوجع في قلوبنا”.

أما أم جهاد عامر، التي كانت تنتظر منذ ساعات الفجر، لدخول منزلها، فقالت “من الثامنة والنصف صباحا ونحن هنا. قالوا هناك تنسيق، فوقفونا على البوابة، أخذوا الهويات، ثم أعادوها وقالوا لنا: لا أحد سيدخل. كل شيء ضاع دون وداع”.

وتابعت بصوت يغلبه التماسك رغم الألم “نحن لسنا أفضل من أهل غزة“.

نور شمس طولكرم الاحتلال هدم منازل
جرافة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في مخيم نور شمس قرب طولكرم، شمالي الضفة (الفرنسية)

“البيت مش بس حيطان”

بدورها قالت أم الوفا شُولة، وهي نازحة أخرى من المخيم، بمرارة “جئنا على أمل أن نأخذ بعض الحاجيات، قالوا إن التنسيق أُلغي، والآن سيبدأ الهدم. البيت بالنسبة لنا مش بس حيطان.. هو كل شيء في حياتنا”.

أما حسن ملحم، أحد سكان المخيم، فقال للجزيرة مباشر بنبرة حزينة إنه كان يحلم فقط بالعودة إلى منزله لأخذ شيء من ذكرياته، أو حتى ليرى منزله للمرة الأخيرة، وأضاف “حتى هذه اللحظة البسيطة حُرمت منها”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيماتها منذ نحو 4 أشهر، ضمن حملة عسكرية موسعة في مدن شمال الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، أسفرت عن استشهاد العشرات.

ودمر الاحتلال خلال هذه الحملة مئات المنازل وقام بتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم، واعتقل عشرات الأشخاص، فيما وصف بأنه أكبر حملة عسكرية في الضفة الغربية منذ عام 1967.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان