تحول تاريخي في موقف ألمانيا تجاه إسرائيل وسط عزلة دولية متصاعدة على تل أبيب.. إليك التفاصيل

هدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، اليوم الثلاثاء، وقال إن برلين لن تصدّر أسلحة تُستخدم لخرق القانون الإنساني، ووجَّه هو والمستشار فريدريش ميرتس أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن بسبب حرب غزة.
ودأبت ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، على دعم إسرائيل حتى مع تزايد عزلتها دوليا، منذ أن شنت حرب إبادة على قطاع غزة المحاصر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأوقعتهم بين قتيل وجريح.. سرايا القدس تفجّر منزلا تحصنت به قوة إسرائيلية كبيرة
“20 شهرا من الفشل”.. نائب من الليكود: نخوض حرب خداع والإسرائيليون تعرضوا للكذب بشأن حماس
“وحل العمالة”.. داخلية غزة تكشف أهداف الاحتلال من آلية توزيع المساعدات الجديدة
وفي هذا التاريخ، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي، عملية “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع، مما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وأثر سلبا في سمعة إسرائيل الأمنية والاستخبارية.
ويأتي تحول ألمانيا عن موقفها في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ “إجراءات ملموسة” بشأن غزة.
وفي حديثه لإذاعة (دبليو دي آر)، قال فاديفول إن “دعم ألمانيا التاريخي لإسرائيل يجب ألا يكون أداة في يد إسرائيل، إذ إن الغارات الجوية المكثفة ونقص الغذاء والدواء جعل الوضع في غزة لا يُحتمل”.
ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية، كما أنه يعكس تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام الألماني، وفق مراقبين.

وفي هذا الصدد، قال فاديفول “التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن يجب عدم استغلاله في الصراع والحرب التي تُشن حاليا في قطاع غزة”.
وأضاف “نحن الآن في مرحلة يتعين علينا فيها أن نفكر بعناية فائقة في الخطوات الإضافية التي يجب اتخاذها”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتابع “حيثما نرى أخطارا بحدوث أذى، سنتدخل بالطبع، وبالتأكيد لن نقوم بتزويد الأسلحة لإلحاق مزيد من الأذى”، مضيفا أنه لا توجد أوامر جديدة لتوريد الأسلحة قيد الدراسة حاليا.
ويأتي هذا التحول في موقف الحكومة بعد دعوات من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل خشية مواجهة ألمانيا اتهامات بالتواطؤ في جرائم حرب.
وأدت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد العشرات في الأيام القليلة الماضية، ويقول مرصد تدعمه الأمم المتحدة إن سكان القطاع البالغ تعدادهم نحو مليوني نسمة يواجهون تفاقم الجوع وخطر المجاعة
هجمات إسرائيل على غزة لم يعد ممكنا تبريرها
وأمس الاثنين، انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس غارات الاحتلال المكثفة على غزة، قائلا إنه “لم يعد ممكنا تبريرها بهدف محاربة حماس”، وإنها “لم تعد منطقية”، وذلك في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي في فنلندا.
وأضاف ميرتس “لم تعد الضربات العسكرية المكثفة التي يشنها الإسرائيليون في قطاع غزة تنم عن أي منطق بالنسبة لنا. كيف تخدم (هذه الضربات) الهدف المتمثل في مواجهة الإرهاب”.
ولم يرد ميرتس على سؤال بشأن صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، وقال فاديفول في مؤتمر صحفي إن هذه مسألة تخص مجلس الأمن الذي يترأسه ميرتس والذي تُعقد اجتماعاته بصورة سرية.
ولم ترد وزارة الخارجية بعد على طلب آخر للتعليق على ما إذا كانت الخطوة التالية لألمانيا قد تشمل وقف شحنات الأسلحة.
ومن المقرر أن يتحدث ميرتس مع نتنياهو هذا الأسبوع.

ووفق رويترز، يعلق ميرتس “صورة في مقر المستشارية لشاطئ زيكيم حيث وصل مقاتلو حماس على متن قوارب خلال هجوم 2023 الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وهي صورة كان يعلقها لسنوات في مكتبه في البرلمان”.
وأقر رون بروسور السفير الإسرائيلي لدى برلين بالمخاوف الألمانية، لكنه لم يدل بتعليقات.
وقال بروسور لشبكة (زد دي إف) “عندما يثير فريدريش ميرتس هذا الانتقاد لإسرائيل، فإننا ننصت جيدا لأنه صديق”.
وتأتي تصريحات ميرتس في خضم معارضة واسعة لحرب الإبادة الإسرائيلية، إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة “سيفي”، ونُشر في صحيفة “تاجس شبيغل” هذا الأسبوع، أن 51% من الألمان يعارضون تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.