“وحل العمالة”.. داخلية غزة تكشف أهداف الاحتلال من آلية توزيع المساعدات الجديدة

الاحتلال يواصل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود
الاحتلال يواصل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود (غيتي - أرشيفية)

أكدت وزارة الداخلية بقطاع غزة أن إسرائيل تحاول السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية عبر مؤسسة وصفتها بأنها “مشبوهة” تتجاوز مؤسسات الأمم المتحدة، وذلك لتنفيذ مخططات التهجير.

وفي بيان لها يوم الاثنين، قالت الوزارة إنها “تتابع ببالغ القلق ما يعتزم الاحتلال الإسرائيلي القيام به من الشروع بآلية التفافية للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية متجاوزا مؤسسات الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية المعتمدة في هذا الشأن، وفي مقدمتها وكالة الأونروا”.

وأوضحت أن “الاحتلال يسعى لاستبدال الفوضى بالنظام، واعتماد سياسة هندسة تجويع المدنيين الفلسطينيين، واستخدام الغذاء سلاحا في وقت الحرب”.

وتروّج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محدَّدة بوسط قطاع غزة وجنوبه، من خلال منظمة سُجلت حديثا في سويسرا باسم مؤسسة إغاثة غزة.

وقالت الوزارة إن “إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها الخبيثة المتمثلة في تنفيذ مخططات التهجير، فضلا عن الإيقاع بالمواطنين وابتزازهم لتحقيق أغراض أمنية”.

ورأت الوزارة أن “الاحتلال يضرب بتلك الآلية بالقوانين والأعراف الدولية كافة عرض الحائط، في استبعاد متعمَّد لدور المؤسسات الدولية المختصة صاحبة الخبرة الطويلة، والتي تملك هياكل وأدوات جاهزة لإيصال المساعدات إلى مستحقيها بما يحفظ كرامتهم، وأثبتت فاعليتها خلال الشهور السابقة من حرب الإبادة”.

وأكدت داخلية غزة رفضها “آلية الاحتلال الجديدة لتوزيع المساعدات”، داعية “الشعب الفلسطيني في القطاع إلى عدم التجاوب معها بالمطلق”.

“مساعدات مشروطة” وابتزاز أمني للمواطنين

وفي هذا الصدد، أوضحت الوزارة أن “الاحتلال سيقوم تحت غطاء ‘مؤسسة غزة’ الممولة إسرائيليا باستخدام توزيع المساعدات في إطار عمل أمني واستخباري، ومحاولة الوصول إلى المعلومات بتقنيات حديثة من خلال بصمات العين، للإضرار بالمواطنين وإسقاطهم في وحل العمالة عبر مساومتهم في لقمة العيش”.

وأشارت إلى أن “الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات تتطلب من المواطنين الانتقال مسافات بعيدة لتسلُّمها، في إطار سياسات الاحتلال لإعادة توزيع السكان في مناطق قطاع غزة تنفيذا لخططه من أجل السيطرة على القطاع بالكامل، ومن ضمنها مخطط التهجير الذي لا يزال يفشل في تحقيقه”.

وفي هذا السياق، أكدت داخلية غزة أن “فشل الاحتلال في مخططه الجديد مرهون بعدم تجاوب المواطنين ورفضهم القاطع له، ما سيجبره على العودة إلى النظام المعمول به سابقا في توزيع المساعدات من خلال المؤسسات الرسمية التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، خاصة مع الضغط الدولي الذي يتعرض له بشأن الحصار والتجويع”.

وفي ختام بيانها، دعت الوزارة “أبناء الشعب في القطاع إلى التحلي بالمسؤولية في هذه الظروف الصعبة وعدم التعرض لشاحنات المساعدات أثناء دخولها القطاع، حرصا على توزيعها على جميع المواطنين بشكل عادل وآمن، والوقوف صفا واحدا في وجه العابثين وعملاء الاحتلال”.

كما أكدت القيام بواجبها في تأمين شاحنات المساعدات وحمايتها، على الرغم من استهداف الاحتلال لمنتسبي الأجهزة الشرطية.

نكبة فلسطينية ثانية

وقبل ساعات، أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة إغاثة غزة جيك وود استقالته، قائلا “من المستحيل تنفيذ الخطة (توزيع المساعدات) مع التمسك بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، وهي مبادئ لن أتنازل عنها”.

وأشار في بيان إلى أن هدفه من قيادة المؤسسة كان “لتحويل المبادرة إلى كيان إنساني مستقل فعلا”، موضحا أنه وضع “خطة عملية تراعي الاحتياجات الأمنية، لكنها غير قابلة للتنفيذ”.

وفي وقت سابق، حذر مفوض الأونروا فيليب لازاريني من أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بقطاع غزة قد يشكل مقدمة لنكبة فلسطينية ثانية.

ووصف لازاريني المخطط بأنه يمثل أداة للتهجير القسري، ويرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان