“نفق بطابقين”.. تحقيق لجيش الاحتلال يكشف مفاجآت نفذتها القسام في كمين كسر السيف (فيديو)

أثار هجوم نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إبريل/نيسان الماضي، على آلية عسكرية إسرائيلية شمالي قطاع غزة، أسئلة كبرى داخل قيادة جيش الاحتلال بعد أن أسفر عن مقتل جندي وإصابة ضابطتين وجندي آخر بجروح خطيرة، وكشف لاحقا عن فشل استخباري وهندسي كبير يتعلق بالأنفاق الهجومية للقسام.

وبحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، كشف تحقيق أجراه جيش الاحتلال عن “خرق أمني خطير تمثل في اكتشاف نفق مكون من طابقين استخدمته كتائب القسام لتنفيذ هجوم مفاجئ على قوات إسرائيلية في منطقة بيت حانون بشمال قطاع غزة“.

ووفق الموقع “فقد شن مسلحون تابعون للقسام هجوما بصاروخ موجه مضاد للدروع استهدف جيبا عسكريا تابعا لكتيبة 414، مما أسفر عن إصابة ضابطة وجندية بجراح خطيرة”.

وفي أعقاب الهجوم، وصلت قوة عسكرية بقيادة قائد اللواء الشمالي إلى الموقع، إلا أنها وقعت في كمين عندما انفجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار أسفرت عن مقتل الكشاف الرقيب أول غالب نصاصرة (35 عاما) وإصابة كشاف آخر بجروح خطيرة.

"القسام" نشرت مشاهد لاستهداف عسكريين إسرائيليين ضمن كمين "كسر السيف"
“القسام” نشرت مشاهد لاستهداف عسكريين إسرائيليين ضمن كمين “كسر السيف” (الأناضول)

ماذا حدث في كمين كسر السيف؟

في 19 إبريل الماضي، نشرت كتائب القسام مشاهد لاستهداف عسكريين إسرائيليين في معركة بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ 19 شهرا.

الفيديو الذي نشرته الكتائب، آنذاك، حمل اسم “كمين كسر السيف”، وقالت إنه “يوثق استهداف قوات إسرائيلية في شارع العودة شرق بلدة بيت حانون شمالي القطاع”.

وأظهرت المشاهد أن مقاتلي القسام استهدفوا مركبة عسكرية إسرائيلية من نوع “ستورم”، حيث وثق المقطع خروجهم من فتحة نفق تجهيزا للبدء في هذا الكمين.

وخلال فترة انتظار مرور العربة العسكرية الإسرائيلية، مرت شاحنة ومركبة (جيب) غير عسكريتين إلا أنهما لم تتعرضا للاستهداف من مقاتلي “القسام”، وفق الفيديو.

مع مرور المركبة العسكرية، بدأ مقاتلو القسام وفق ما أظهره الفيديو بإطلاق النيران والقذائف صوبها، ما تسبب بانقلابها.

وأعلنت القسام خلال الفيديو “انقلاب الجيب والإجهاز على من فيه”، فيما لم توضح عدد العسكريين الذين كانوا بداخله.

خلال الكمين نفسه، أكدت القسام إنها استهدفت قوة الإسناد التي هرعت للمكان، وذلك بـ”عبوة تلفزيونية 3″ مضادة للأفراد، فيما وثقت أيضا استهداف موقع مستحدث للقوات الإسرائيلي في ذات المكان بأربع قذائف RPG وعدد من قذائف الهاون”.

ومساء هذا اليوم 19 إبريل، أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابط في صفوفه وإصابة 3 عسكريين آخرين، بينهم ضابطة، بجروح خطيرة، خلال إحدى المعارك في شمال قطاع غزة.

وفي أعقاب الحادثتين، أمرت قيادة جيش الاحتلال بفتح تحقيق معمق كشف عن مفاجآت خطيرة.

"القسام" أعلنت قتل وجرح 3 عسكريين إسرائيليين في كمين كسر السيف
كتائب القسام أعلنت إيقاع 3 عسكريين إسرائيليين بين قتيل وجريح بكمين كسر السيف (الأناضول)

فشل استخباري وهندسي

وفقا لما نشره موقع واللا، أكد تحقيق جيش الاحتلال “رواية القسام” من أن الهجوم وقع قبل نحو شهر بمنطقة بيت حانون في شمال قطاع غزة، حين كانت الرائدة نوريت، وهي قائدة سرية في الكتيبة 414 التابعة لسلاح الاستطلاع القتالي، تقوم بجولة ميدانية برفقة مجندات من السرية داخل جيب عسكري.

وقد تعرضت الدورية لكمين نفذته مجموعة من مقاتلي القسام، خرجوا من نفق وأطلقوا صاروخا موجها مضادا للدروع على الجيب، مما أدى إلى إصابة الضابطة ومجندة أخرى بجروح خطيرة.

ووفق أحد المصادر في قيادة المنطقة الجنوبية، الذين تحدثوا إلى الموقع، فإن “مقاتلات الكتيبة 414 لا يعملن فقط من داخل إسرائيل أو على الشريط الحدودي، بل يشاركن كذلك في المهام داخل التحصينات والمواقع المتقدمة التي أقامها جيش الاحتلال داخل عمق الأراضي في قطاع غزة كجزء من دروس استخلاص العبر بعد هجوم السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى)”.

وأكدت نتائج تحقيق جيش الاحتلال أن “القسام كانت تستخدم نفقا لم يكن الجيش على علم بوجوده مسبقا”، إذ أظهرت النتائج التي نشرها موقع واللا أن “مقاتلي القسام حفروا نفقا سريا تحت نفق آخر سبق أن اكتشفه الجيش وتم تحييده من قبل قوات الهندسة الإسرائيلية، إلا أن ما لم يكن في الحسبان هو أن مقاتلي القسام أنشؤوا نفقا جديدا على شكل طابق ثان أسفل النفق الذي تم اكتشافه، واختبؤوا فيه وشنوا منه هجومهم، ثم استخدموه ملاذا للفرار بعد تنفيذ الكمين”.

التحقيق أشار إلى أن “سائقة الجيب المصاب واصلت القيادة بعيدا عن مكان الكمين لمسافة مئات الأمتار، مما أنقذ القوة من احتمال استكمال الهجوم”.

وفي الوقت ذاته، زعم التحقيق أن إطلاق ما سماها “قوات التحصين” النار بكثافة على مقاتلي القسام حال دون اندفاعهم نحو الجيب المستهدف وتمكنهم من اقتحام المركبة وإلحاق المزيد من الأذى بالقوة الإسرائيلية.

في هذا السياق نقل موقع “واللا” عن مصادر عسكرية قولها إن “القسام طورت تكتيكات جديدة لإخفاء امتدادات أنفاقها، عبر إسقاط جدران داخلية أو إنشاء فتحات سرية تؤدي إلى تفرعات متعددة”.

كما عبر ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عن صدمته (وفق زعمه) من “حجم الأموال التي تم ضخها إلى غزة، ومن امتداد شبكة الأنفاق، والتشابك أو الارتباط الوثيق بين حركة حماس والسكان المحليين”، وفق ذات المصدر.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان