“تدمر” السورية.. مدينة دفعت ثمن التمرد على الأسد بتدمير معالمها الأثرية (فيديو)

تُعد مدينة تدمر، الواقعة على بُعد 160 كيلو مترًا شرق مدينة حمص وسط سوريا، واحدة من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في المنطقة، إذ يمتد تاريخها لأكثر من 2000 عام قبل الميلاد.

وتتميّز المدينة، التي أُدرجت على قائمة التراث العالمي، بمعالمها المعمارية الفريدة وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها عبر العصور مركزًا تجاريًا وعسكريًا ووجهة للسياح من مختلف أنحاء العالم.

لكن هذه المدينة العريقة دفعت ثمن مشاركتها في الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد منذ عام 2011، إذ تعرضت لقصف عنيف وممنهج طال معالمها الأثرية والبنى التحتية فيها.

وأسفر القصف المستمر عن تخريب أجزاء واسعة من آثارها، إلى جانب عمليات نهب وسرقة استهدفت محتوياتها الأثرية الثمينة، كما فُرضت عليها قبضة أمنية مشددة، وتحولت العديد من فنادقها ومنشآتها الحيوية إلى مراكز عسكرية لقمع السكان.

آلاف السياح الأجانب

يقول جهاد مطر، أحد وجهاء المدينة، للجزيرة مباشر: “تدمر هي حاضرة بادية بلاد الشام، وعمرها يتجاوز ألفي عام قبل الميلاد. كانت المدينة درعًا في وجه الغزوات ومركزًا تجاريًا بارزًا، وقد بناها العرب، وعادات أهلها عربية منذ القدم وحتى اليوم. كانت السياحة موردًا اقتصاديًا مهمًا، وكانت تستقبل آلاف السياح الأجانب سنويًا”.

وأشار مطر إلى أن المدينة استقبلت في بداية الثورة السورية موجات من المهجّرين القادمين من حمص ومناطق أخرى تشهد تصعيدًا عسكريًا، لكن النظام فرض طوقًا أمنيًا وعسكريًا خانقًا عليها، وصعّد من قصفه للأحياء والمناطق الأثرية، إضافة إلى تجريف آلاف الأشجار المعمرة انتقامًا من سكانها المشاركين في الثورة.

إرث تاريخي وثقافي

من جهته، قال كمال الدين الخطيب، ناشط سوري، للجزيرة مباشر إن القطاع السياحي في تدمر تعرض لضربة قاصمة بعد اندلاع الثورة.

وأوضح: “نظام الأسد منع الأهالي من دخول المنطقة الأثرية، ثم قصف المدينة بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، مما ألحق دمارًا كبيرًا بعدد من المواقع الأثرية”.

وأكد أن حماية ما تبقى من آثار تدمر وترميم منشآتها الحيوية هو أولوية في الوقت الحالي، من أجل إعادة إحيائها كوجهة للسياحة والثقافة كما كانت دائمًا.

ورغم سنوات التهجير والتدمير، بدأ بعض من سكان المدينة بالعودة تدريجيًا، على أمل أن تستعيد تدمر مكانتها حاضرة للبادية السورية، وتسترجع إرثها التاريخي والثقافي العريق.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان