“مشهد رعب نصنعه بأيدينا”.. اعترافات من داخل إسرائيل بفظائع الاحتلال في غزة

وصف الدكتور دوتان هاليفي في مقال نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية تحت عنوان “ماذا سنقول لأولادنا عن غزة؟”، صورة الوضع القاتم في القطاع وسط الحصار والقصف.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية ملخص مقال هاليفي، وهو محاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب، مشيرًا إلى أن غزة تحوّلت إلى “مكبّ بشري” محاصر دُمّرت فيه كل مقومات الحياة الأساسية.

“أرض موت”
وقال كاتب المقال “لم تعد إسرائيل تملك خطة للتعامل مع أكثر من مليوني إنسان تُركوا بلا ماء ولا غذاء ولا مأوى، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي “الحفر بين الركام” بحثًا عن آخر صاروخ.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعمر فياض مراسل الجزيرة مباشر يروي أصعب اللحظات التي مرت به على متن السفينة مادلين (فيديو)
الأونروا: أطفال غزة يستيقظون خلال العمليات بسبب نقص التخدير
“السنوار” يطل مجددا.. “قافلة الصمود” تحرك الشارع الليبي واستقبال مهيب في مصراتة (شاهد)
وأضاف هاليفي أن مطاردة مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حوّلت القطاع بأكمله إلى “أرض موت” حيث لا مهرب للمدنيين الذين تُركوا ليموتوا بردًا وجوعًا ومرضًا وتحت القصف، كرهائن لسياسات الحكومة الإسرائيلية.
“مشهد رعب نصنعه بأيدينا”
وتابع “في كل يوم إضافي من الحرب، يُنتشل أطفال من تحت الأنقاض، ويُترك المختطفون الإسرائيليون يتآكلون في الأنفاق، فيما يغرق المجتمع الإسرائيلي في حالة من التبلّد الأخلاقي أمام مشهد الرعب الذي نصنعه بأيدينا”.

“العار التصق بسياسة إسرائيل”
وأقرّ الكاتب بأن العار قد التصق بسياسة إسرائيل، ولن يزول، وقال “سيلاحقها الناجون من غزة في كل مكان”، محذرًا من لحظة سيأتي فيها الأبناء ليسألوا آباءهم: أين كنتم حين دُمرت غزة؟ ماذا فعلتم عندما مات الأطفال في الخيام، وتجمدوا من البرد، وأكلوا علف الحيوانات للبقاء؟
وأضاف الكاتب “ماذا سنقول لهم حين يسألون عن المستشفيات التي اقتحمتها الدبابات، والمدارس التي أحرقت، والمباني التي قُصفت بأوامر من منظومة ذكاء اصطناعي؟”.
“سنخبرهم عن المسلسلات”
وتابع الكاتب بسخرية قائلا “ربما سنخبرهم عن المسلسلات التي تابعناها في تلك الليالي، أو عن أماكن الترفيه التي قضينا فيها وقتنا، في حين تُرك مئات الأشخاص تحت الأنقاض بلا إنقاذ”.
ويتساءل الأستاذ الجامعي “كيف سنقنع أبناءنا أننا لم نرَ كل ذلك، بينما كانت هذه الفظائع تُوثق وتُحتفل بها على إنستغرام وتيك توك؟”.

“من يدعم الحرب يدعم موت غزة”
وقالت هيئة البث إن هاليفي لم يترك موضعًا للحياد، وصرّح بوضوح “كل من يدعم استمرار الحرب الآن، فهو يدعم موت سكان غزة”، وأضاف أن “ما شاهدناه خلال عام ونصف من القتال لا يترك مجالًا للشك بأن ما هو قادم سيكون أسوأ”.
وقال إن ذلك “خصوصًا مع ما يخطط له الجيش من تصعيد جديد ضمن حملة مركبات غدعون”، ويتوقع أن تستمر الكارثة لأشهر طويلة، في ظل غياب أي أفق للفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وأنهى مقاله بنداء موجّه إلى “من تبقّى في داخله ذرة إنسانية، داعيًا إلى الوقوف ضد الحرب، ليس فقط من أجل الفلسطينيين، بل أيضًا من أجل المختطفين الإسرائيليين أنفسهم”، وختم بتحذير رمزي “عبارة ’لن يتكرر أبدًا‘ هي الآن – اللحظة التي يجب أن نتحرك فيها”.