اختطاف وجلد وفرك الملح على الجرح.. “فيديو” تعذيب محمد يعقوب يصدم مسلمي الهند (شاهد)

قال سائق مسلم في ولاية راجستان شمالي الهند إنه تعرض لاعتداء وحشي شمل تعليقه رأسا على عقب، وجلْده من قبل صاحب العمل، بسبب خلاف شخصي، في حادث أثار غضبا واسعا بين المسلمين في البلاد بعد انتشار مقاطع “فيديو” للاعتداء.

4 ساعات اعتداء

وقال محمد يعقوب كاثات (30 عاما)، الذي يعمل سائقا، إن صاحب العمل تيج بال سينغ اعتدى عليه بالضرب والجلد بعد تعليقه رأسا على عقب طوال نحو 4 ساعات، في مصنع قيد الإنشاء يملكه سينغ في منطقة بيور بولاية راجستان.

وقال كاثات إن 4 أشخاص آخرين شاركوا في الاعتداء، وقاموا بفرك الملح على جروحه من أجل مضاعفة آلامه.

ورغم وقوع الاعتداء الشهر الماضي، فإن مقاطع “الفيديو” التي وثقته لم تنتشر إلا قبل أسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي.

تهم باطلة

وبحسب كاثات، فإن المعتدين اتهموه بسرقة “الديزل” والأسمنت، لكنه نفى ذلك في حديثه للجزيرة مباشر، مؤكدا أن التهمة باطلة، وأن الاعتداء عليه جاء بسبب وقوفه إلى جانب والد المعتدي في نزاع شخصي بينهما.

وأضاف كاثات للجزيرة مباشر “كان هناك خلاف بين الأب والابن. كنت في إجازة وذهبت إلى أجمير. لكن في وقت متأخر من الليل، تم اختطافي وأُخذت إلى مكان معين بين أجمير وبيور. ثم تم تعذيبي بعد تقييدي رأسا على عقب في رافعة”.

تهديدات بعواقب وخيمة

وأضاف “ظللت صامتا بعد الاعتداء لأنني تلقيت تهديدات بعواقب وخيمة إن تحدثت. تهمة السرقة كاذبة. لقد عملت لديه لمدة 6 سنوات”.

ووفقا لكاثات، فإن سينغ كان يُري والده الاعتداء عليه عبر مكالمة “فيديو” أثناء ضربه، وقد اتصل والد سينغ بأحد زملاء كاثات في العمل، واسمه راهول، وطلب منه إبلاغ عائلة كاثات، فأبلغ راهول شقيق كاثات الذي اتصل بسينغ، لكن الأخير أنكر وجود يعقوب وادعى أنه في جايبور، عاصمة راجستان.

وقال كاثات “أُصبت بجروح خطيرة في أنحاء جسمي. يمكنكم رؤية مدى وحشية الاعتداء في الفيديو”.

اعتقال المتهمين

وفي حديثه للجزيرة مباشر، قال رحمت كاثات، محامي الضحية، إن كاثات تعرض للضرب حتى فقد وعيه، ونُقل إلى المستشفى حيث مكث لمدة 3 أيام لتلقي العلاج.

وأوضح رحمت “كان هناك خلاف بين تيج بال سينغ ووالده حول عقد لبناء طريق. الضحية أبلغ والد سينغ بشأن العقد، وهو ما أثار غضب سينغ تجاه كاثات. تهمة السرقة لا أساس لها. يعقوب رجل بسيط ومسالم ولا يمكن أن يفعل شيئا كهذا. كيف يمكنه العمل تحت إدارة سينغ لسنوات إن كان لصا؟”.

وأضاف “سينغ معروف بسجله الإجرامي، ويخافه الناس في المنطقة. كان الضحية يعيش في خوف، وقد نصحه القرويون بتقديم شكوى للشرطة، لكنه قال إن الله سينصفه”.

صحفي يبتز المعتدين

وقال رحمت إن أحد العمال الذين يعملون تحت إدارة سينغ وكان حاضرا أثناء الحادثة، قام بتصوير الاعتداء، وتم إرسال “الفيديو” إلى الآخرين، حتى وصل إلى صحفي محلي، لكنه بدلا من إبلاغ الشرطة حاول ابتزاز المعتدين بـ”الفيديو”، وقد ألقت السلطات القبض عليه أيضا بتهمة التستر على الجريمة.

وفي 24 مايو/أيار تم تسجيل بلاغ رسمي في مركز شرطة رايبور بمنطقة بيور، كما اعتقلت الشرطة المحلية المتهمين الخمسة جميعهم.

ووفقا للبلاغ الذي اطلعت عليه الجزيرة مباشر، فإن المعتدين لم يُطلقوا سراح الضحية إلا بعد أن وعد سينغ بعدم إبلاغ أحد عن الحادثة أو تقديم شكوى، وقد بدأ الاعتداء بعد أن اختطف سينغ ورجاله كاثات من سيارة، وواصلوا ضربه بعد تعليقه في رافعة.

“حكم المافيا”

وفي بيان لوسائل الإعلام المحلية قال شايام سينغ، قائد شرطة منطقة بيور “بمجرد إبلاغ الشرطة، تم تسجيل بلاغ رسمي بموجب القوانين المشددة، وجرى اتخاذ إجراءات ضد المصنع التابع للمتهم، كما صودرت آلياته ومركباته”.

وذكرت الشرطة أن صاحب المصنع، تيج بال سينغ، اتهم الضحية بسرقة بعض أكياس الأسمنت أثناء نقلها، كما اتهمه بسرقة بعض “الديزل”.

وقد أثارت الواقعة ردود أفعال واسعة في الولاية، حيث وصف قادة المعارضة الوضع بأنه “حكم المافيا” في الولاية.

وقال زعيم المعارضة البارز أشوك جهلوت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي “إلى متى سيستمر حكم المافيا في راجستان؟ الناس يسألون: متى سيتوقف هذا اللعب المخيف بالتواطؤ مع الشرطة والإدارة؟”.